كتاب الجوس في المنسوب إلى دوس

حفين بن النمر بن عثمان بن نصر بن زهران بن كعب (¬1)، وقبائل دوس بنوا عبد الله بن زهران؛ أخي نصر بن زهران، وقد رتبت مادة كتابي هذا على حروف المعجم، وتوجهت إلى الكتابة عن دوس من زهران؛ لأن دوسا حصل لهم من الشرف ما لم يحصل لغيرهم؛ وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما قال عمرو بن الطفيل سيد دوس: "يا رسول الله، إن دوسا قد عصت وأبت، فادع الله عليهم"، فقيل: هلكت دوس، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اللهم اهد دوسا وأت بهم» (¬2)، فتحققت فيهم دوعوة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فحصل لهم من الخير والهداية الشيء الكثير، وامتازوا بدعوة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لهم عن بقية قبائل زهران، ولا يلحق بهم إلا من صدق مع الله ورسوله وعمل عملهم، ويبقى للصحابة منهم فضل الصحبة، ومن فضلهم قول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: «لقد هممت ألا أقبل هدية إلا من قرشي، أو أنصاري، أو ثقفي، أو دوسي» (¬3)، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله يرث الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين.

المؤلف
¬_________
(¬1) جمهرة أنساب العرب 2/ 383. وقد وقعت مني غفلة فدونت على عجل في كتابي "ظروف وحروف" أن أوسا هو أخو دوس وأنه تحرف اسم عدثان إلى عدنان، معتمدا على الأنساب للصحاري 1/ 66 قال: فهم بن غانم بن أوس بن عدنان بن عبد الله بن زهران، هكذا، والحق أنه خطأ، والصواب ما أثبته هنا إن شاء الله، فأوس من أبناء العمومة، والله أعلم.
(¬2) البخاري حديث (2937) ومسلم حديث (2524).
(¬3) صححه الألباني، صحيح وضعيف النسائي، حديث (3759).

الصفحة 5