كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 16)

مسدد، وجعفر الفريابى في صفة المنافق (¬1).
2/ 2421 - "عن ابن أَبى مليكة أن عمر بن الخطاب قَدِمَ مَكَّةَ فَسَمعَ صَوْتَ أَبِى مَحْذُورَةَ، فقال: وَيْحَهُ مَا أَشَدَّ صَوْتَهُ! ! أَمَا يَخَافُ أَنْ تَنْشَقَّ مُرَيْطَاؤه؟ فَقَالَ: إِنَّمَا شَدَدْتُ صَوْتِى لقُدُومِكَ يَا أَمِيرَ المؤْمِنينَ، قال: إِنَّكَ فِى بَلدَةٍ حَارَّةٍ فَأَبْرِدْ عَلَى النَّاسِ، ثُمَّ أَبْردْ -مَرَّتيْنِ أَوْ ثَلاثًا- ثُمَّ أذِّنْ ثُمَّ انْزِلْ فَارْكَعْ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ ثَوِّبْ".
ق (¬2).
¬__________
(¬1) الأثر في كنز العمال جـ 10 ص 269 رقم 29408 بلفظ: عن أَبى عثمان النهدى قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول على المنبر: إن أخوف ما أخاف على هذه الأمة المنافق العليم، قالوا: وكيف يكون منافق عليهم يا أمير المؤمنين؟ قال: عالم اللسان، جاهل القلب والعمل.
(مسدد، وجعفر الفريانى في صفة المافق).
وفى السنن القولية سبق هذا الأثر الموقوف على عمر -رضي اللَّه عنه- مرفوعًا بلفظ: "إن أخوف ما أخاف على أمتى كل منافق عليم اللسان" وعزاه السيوطى إلى أحمد، وابن أَبى الدنيا في ذم الغيبة، وابن عدى، ونصر في الحجة، والبيهقى في الشعب، والضياء عن عمر.
وقال الشيخ شاكر في تحقيقه للمسند رقم 143: إسناده صحيح.
(¬2) الأثر في الكنز جـ 8 ص 219 رقم 22639 عن ابن أَبى مليكة أن عمر بن الخطاب قدم مكة فسمع صوت أَبى محذورة فقال: "ويحة ما أشد صوته، أما يخات أن تنشق مريطاؤه؟ ! فقال: إنما شددت صوتى لقدومك يا أمير المؤمنين، إنك في بلدة حارة فأبرد على الناس، ثم أبرد -مرتين أو ثلاثًا- ثم انزل فاركع ركعتين ثم ثوبْ". (ق).
والأثر في السنن الكبرى للبيهقى كتاب (الصلاة) باب: الدليل على أن خبر الإبراد بها ناسخ لخبر خباب وغيره، جـ 1 ص 439 بلفظ: أخبرنا أبو نصر بن قتادة، أنبأ أحمد بن إسحاق بن شيبان البغدادى، أنبأ معاذ ابن نجدة، حدثنا خلاد بن يحيى، حدثنا نافع يعنى الجمحى، عن ابن أَبى مليكة أن عمر بن الخطاب قدم مكة فسمع صوت أَبى محذورة فقال: ويحه ما أشد صوته، أما يخاف أن ينشق مريطاؤه؟ ! قال: فأتاه يوذنه بالصلاة، فقال: ويحك ما أشد صوتك أما تخاف أن ينشق مريطاؤك؟ فقال: إنما شددت صوتى، لقدومك يا أمير المؤمنين قال: إنك في بلدة حارة فأبرد على الناس ثم أبرد -مرتين أو ثلاثًا- ثم أذن ثم انزل فاركع ركعتين، ثم ثوِّب إقامتك.
وفى مختار الصحاح مادة "مرط" والمريطاء بوزن الحميراء-: ما بين السرة إلى العانة، ومنه قول عمر لأبى محذورة حين أذن ورفع صوته: أما خشيت أن تنشق مريطاؤك؟ ! .

الصفحة 107