كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 16)

2/ 2473 - "عن الأحنف بن قيس قال: ما سمعَ النَّاسُ مثلَ عُمَر بنِ الخطابِ في بابِ الدينِ والدُّنْيا، كان مُنَوَّر القلب، فَطِنا بجميعِ الأمورِ، بَيْناه يطوفُ ذات ليلة سمع امرأة تُنشد:
فمنهنَّ من يُسْقى بعذبٍ مُبَرَّدٍ ... نعاجٍ فتلكم عند ذلك قرت
ومنهن من يُسْقى باحصر آسِنٍ ... أجاجٍ ولولا خشيةُ اللَّه فرَّت
فَفَطِن ما تشكو، فبعثَ إلى زوجِها، فقالَ لرجلٍ: اسْتَنْكِه فَمَهُ فَوَجَدَه مُتَغَيِّر الفَمِ، فخيَّره بين خَمْسِمِائةِ دِرْهمٍ وَجَارِيَةٍ من الْفَئِ علَى أَنْ يُطَلِّقها؟ فاختارَ خَمْسَمِائَةِ درهمٍ والجاريةَ فأَعْطَاهُ وطَلَّقهَا".
الدينورى.
2/ 2474 - "عن المدائنى قال: قال عمر بن الخطاب لأَبِى ذر: يا أبا ذرٍّ! من أنعمُ النَّاسِ بالًا؟ قال: بَدَنٌ في التُّرَابِ قَدْ أمِنَ العِقَاب، يَنْتَظِرُ الثَّوابَ؛ قَالَ: صَدَقْتَ يَا أبَا ذَرٍّ".
الدينورى (¬1).
2/ 2475 - "عن عمر قال: إذا أخذ أحدُكم من رأسِ أخيه شيئا فَلْيُر إيَّاهُ".
الدينورى (¬2).
2/ 2476 - "عن عمر أنه وعظَ رجلًا فقال: لا تُلهِكَ النَّاسُ عن نفِسك، فإن الأمرَ يصيرُ إليك دونَهم، ولا تقطع النهارَ سارِيًا، فَإِنَّه محفوظٌ عليك ما عَمِلْت، وإِذا أسأتَ فَأَحْسِن فَإِنِّى لم أر شيئا أشدَّ طلبًا، ولا أسرعَ دَرَكة من حَسَنةٍ حديثةٍ لذَنْبٍ قَدِيمٍ".
¬__________
(¬1) الأثر في كنز العمال للمقتى الهندى جـ 13 ص 312 رقم 36892 في (فضل جندب بن جنادة أَبى ذر -رضي اللَّه عنه-) من مسند عمر، بلفظ: عن المدائنى قال: قال عمر بن الخطاب لأبى ذر: "من أنعمُ الناس بالًا؟ قال: بدن في التراب؛ قد أمن من العقاب؛ ينتظر الثواب. قال: صدقت يا أبا ذر" (وعزاه إلى الدينورى).
(¬2) الأثر في كنز العمال للمتقى الهندى جـ 9 ص 173 حديث رقم 25568 كتاب (الصحبة من قسم الأفعال) باب: في آداب الصحبة، ذكره بلفظه، (وعزاه إلى الدينورى).

الصفحة 128