كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 16)
الحمارِ وقال: ارْكَبْ يا أَمِيرَ المؤمنين، فقَالَ: لا، اركبْ؛ وأَرْكَبُ أنَا خَلفَكَ، تُرِيدُ أن تَحْمِلنى على المكانِ الْوَطِئِ وَترْكَبَ أَنتَ على الموضع الْخَشِنِ! ولكن اركب أنت على المكان الوطئ، وأركب أنا خلفك على المكان الخشن، فركب خَلْف الغلامِ، فدخل المدينةَ وهو خلْفَه والناسُ ينظرون إليه".
الدينورى (¬1).
2/ 2487 - "عن رِبْعِى بن حِراش قال: قَدِمَ وفدٌ من غطفان إلى عمر بن الخطاب فقال: أَىُّ شُعَرَائِكُمْ أَشْعَرُ؟ قالوا: أَنْتَ أعْلَمُ يا أميرَ المؤمنين! قال: من الذِى يقول:
حَلَفْتُ فَلَمْ أتْركْ لنِفسك رِيبَةً ... وليس وراءَ اللَّه للمرء مَذْهَبُ
ولست بمستبقٍ أخًا لا تَلُمْهُ ... على شَعثٍ أىُّ الرجالِ المهذبُ
قالوا: النابغة قال: فمن القائلُ:
إلا سليمانَ إذ قال المليكُ له ... قم في البرية فازجوها عن الفَند
قالوا: النابغة، قال: فمن القائل:
أتيتُك عاريًا خَلَقًا ثيابى ... على وجَلٍ تظن بى الظنون
فألفيتُ الأمانة لم تخنها ... كذلك كان نوحٌ لا يخونُ
قالوا: النابغة، فمن القائل الذى يقول؟
فَلَسْتُ بدَاخِرٍ لِغَدٍ طَعَامًا ... حذارَ غَدٍ؛ لكل غَدٍ طَعَامُ
قلنا النابغة، فقال: النابِغَةُ أشْعَرُ شعرائِكم، وأعلم النَّاس بالشعر".
¬__________
(¬1) الأثر في كنز العمال للمتقى الهندى جـ 13 ص 654 رقم 35991 (مسند عمر) تواضع عمر -رضي اللَّه عنه- بلفظ: عن الحسن قال: خرج عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه- في يوم حار واضعا رداءَه على رأسه، فمر به غلام على حمار فقال: يا غلام! احملنى معك، فوثب الغلام عن الحمار وقال: اركب يا أمير المؤمنين، قال: لا، اركب؛ وأركب أنا خلفك، تريد أن تحملنى على المكان الوطئ وتركب أنت على الموضع الخشن! فركب خلف الغلام فدخل المدينة وهو خلفه والناس ينظرون إليه، (وعزاه إلى الدينورى).