كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 16)

2/ 2490 - "عن الأصمعى قال: كلَّم النَّاسُ عبد الرحمن بن عوف أَنْ يُكَلِّمَ عمرَ ابن الخطاب في أن يَلِين لهم فإنَّه قد أخافَهم حتى أخاف الأبكار في خدورِهن، فكلمه عبد الرحمن؛ فقال عمر: إنى لا أجِدُ لهم إلَّا ذَلك، واللَّه! لو أنَّهُمْ يعلمون ما لهم عندى من الرَّأفَةِ والرحمةِ والشفقةِ لأخذوا ثوْبى عن عَاتِقى".
الدينورى (¬1).
2/ 2491 - "عن الشَّعْبِىِّ قال: لما وَلِى عمر بن الخطاب صعد المنبر فقال: ما كان اللَّهُ ليرانى أن أرى نفسى أهلًا لمجلسِ أَبى بكرٍ، فنزل مِرْقَاةً، فحمد اللَّه وأثنى عليه ثم قال: اقرأوا القرآن تعرفوا به، واعملوا به تكونوا من أهِله، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا (وتزينوا) للعرضِ الأكبر يوم تعرضون على اللَّه لا تخفى منكم خافية، إنه لم يبلغ حقُّ ذى حق أن يطاع في معصية اللَّه، أَلَا وإنى أنزلتُ نفسى من مَال اللَّه بمنزلة ولى اليتيم، إن استغنيتُ عفَفْتُ، وإن افتقرتُ أَكَلْت بالمعروفِ".
الدينورى (¬2).
2/ 2492 - "عَنْ عبد الرحمنِ بن عبد القرِىِّ: أَنَّ عُمرَ بنَ الخطاب وَرَجُلًا مِنَ الأَنصار كَانَا جَالسيْن، فجئتُ فجلستُ إِليهمَا، فَقَالَ عُمرُ: إِنَّا لَا نُحبُّ مَنْ يَرْفَعُ حَدِيثَنَا، فقلتُ: لستُ أُجَالِسُ أُولئِكَ يَا أميرَ المؤمنينَ، قَالَ عُمرُ: بَلْ تُجالسُ هَؤلاءِ وهؤلاءِ ولا
¬__________
= إنه بلغنى أنك تأذن للناس جمًا غفيرًا، فإذا جاءك كتابى هذا فابدأ بأهل الفضل والشرف والوجوه، فإذا أخذوا مجالسهم فأذن للناس. (وعزاه إلى الدينورى).
(¬1) الأثر في كنز العمال للمتقى الهندى جـ 12 ص 650 رقم 35979 في (شمائل عمر -رضي اللَّه عنه-) روى الأثر بلفظه، إلا أنه قال: "لو أنهم" يعلمون ما لهم عندى، وعزاه إلى (الدينورى).
(¬2) الأثر في كنز العمال للمتقى الهندى جـ 16 ص 116 رقم 44214 (خطب عمر ومواعظه) بلفظ: عن الشعبى قال: لما ولى عمر بن الخطاب صعد المنبر قال: ما كان اللَّه ليرانى في أن أرى نفسى أهلا لمجلس أَبى بكر، فنزل مرقاة، فحمد اللَّه وأثنى عليه ثم قال: اقرأوا القرآن تعرفوا به، واعملوا به تكونوا من أهله، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، وتزينوا للعرض الأكبر يوم تعرضون على اللَّه لا تخفى منكم خافية، إنه لم يبلغ حقٌ ذى حقٍّ أن يطاع في معصية اللَّه، ألا وإنى أنزلت نفسى من مال اللَّه بمنزلة ولى اليتيم، إن استغنيت عففتُ وإن افتقَرت أكلت بالمعروف. (وعزاه إلى الدينورى).

الصفحة 135