كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 16)

المُشْرِكَاتِ حَتَّى مَنَّ اللَّهُ علَيْكَ بِمحمَّدٍ -صلى اللَّه عليه وسلم- فَقُلْتُ لهذه: لقد أَكْثَرتِ عَلَى أَمير المؤمنينَ، فَقَالَ عُمَرُ: دَعْهَا: مَا تَعْرِفُهَا؟ هَذِه الَّتِى سَمِعَ اللَّهُ منها فَأَنَا أَحقُّ أَنْ أَسْمَعَ مِنْهَا".
اللالكائى (¬1).
2/ 2498 - "عَنْ أَبى سلمة قال: قال عُمَرُ: والَّذِى نَفْسِى بِيدهِ لَوْ أَنَّ أحدَكم أَشَارَ إِلَى السَّماءِ بأَصْبُعه إلى مُشْركٍ، ثم نزلَ إِليه على ذلك ثم قتَله لَقَتَلتُه به".
ابن صاعد في حديثه، اللالكائى (¬2).
2/ 2499 - "عَنِ السَّائِبِ بنِ يزيدَ قال: أتى عمرُ بن الخطاب فقيل: يا أمير المؤمنين إِنَّا لَقِينَا رجلًا يَسْأَلُ عَنْ تأويلِ مُشْكلاتِ القرآنِ، فَقَالَ عُمَرُ: اللهم أَمْكِنِّى مِنْهُ، فَبَيْنَمَا عُمَرُ ذَاتَ يَوْمٍ جالسٌ يُغَدِّى النَّاسَ إِذْ جَاءَ وَعليه ثيابٌ وعمامةٌ فَتَغَدَّى، حتى إِذَا فَرغَ عمر قال: يا أمير المؤمنين! {وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا (1) فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا} فقال عُمَر: أَنْتَ هُوَ؟ ! فقام إليه وحَسَرَ عَن ذِراعيه فَلَمْ يَزَلْ يَجْلِدُه حَتَّى سقطتْ عِمَامَتُهُ فَقَالَ: والَّذِى نَفْسُ عُمَرَ بِيَدهِ لَوْ وَجَدْتُكَ مَخلُوقًا لَضَرَبْتُ رَأسَكَ، أَلْبِسُوه ثِيَابًا واحملوه على قَتَبٍ، وأَخْرِجُوهُ حتى تَقْدُمُوا بِه بِلادَه، ثم لِيَقُمْ خطيبٌ، ثم يَقول: إِنَّهُ صَبيغًا ابتغى العلم فَأَخْطأَهُ، فَلَمْ يَزَلْ وَضِيعًا فِى قَوْمِهِ حَتَّى هَلَكَ وَكَانَ سَيِّدَ قَوْمِهِ".
ابن الأنبارى في المصاحف، ونصرٌ المقدسِى في الحجة، واللالكائى، كر (¬3).
¬__________
(¬1) وفى أسد الغابة في ترجمة (خَوْلة بنت ثعلبة): خولة بنت ثعلبة وقيل: خُوَيْلَة، والأوَّل أكثر، وقيل: خولة بنت حكيم وفيل: خولة بنت مالك بن ثعلبة بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غَنْم بن عوف.
رُوى عن عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه- أنه خرج ومعه الناس، فمر بعجوز، فجعل يحدثها وتحدثه، فقال رجل: يا أمير المؤمنين! حبست الناس على هذا العجوز؟ ! قال: ويلك، أتدرى من هذه؟ هى امرأة سمع اللَّه -عز وجل- شكواها من فوق سبع سموات، هذه خَوْلة بنت ثعلبة التى أنزل اللَّه فيها: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِى زَوْجِهَا} واللَّه لو أنها وقفت إلى الليل ما فارقتُها إلَّا للصلاة، ثم أرجعُ.
(¬2) الأثر في كنز العمال للمتقى الهندى كتاب (الجهاد من قسم الأفعال) باب: في أحكام الجهاد والأمان، جـ 4 ص 486 رقم 11449 بلفظ: عن أَبى سلم قال: قال عمرُ: والذى نفس بيده لو أن أحدكم أشار إلى السماء بأصبعُه إلى مُشرك، ثُمَّ نزل إليه على ذلك، ثم قتله لقتلته به. (وعزاه إلى ابن صاعد في حديثه واللالكائى).
(¬3) الأثر في كنز العمال كتاب (الأذكار من قسم الأفعال) باب: في القرآن، فصل في حقوق القرآن، =

الصفحة 138