كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 16)

اللالكائى (¬1).
2/ 2504 - "عَنْ أَبِى وائل: أَنَّ رَجُلًا كَانَ لَهُ حَقٌّ عَلى أُمِّ سَلَمة فأقسم عليها، فضربه عُمَرُ ثلاثينَ سَوْطًا كُلُّها تَبْضَعُ وَتَحْدُر (*) ".
أبو عبيد في الغريب، وسفيان بن عيينة في حديثه، واللالكائى (¬2).
2/ 2505 - "عَنْ مُجاهدٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنْ بَنِى مَخزُومٍ إِلَى عُمَرَ يَسْتعديه عَلَى أَبى سفيان، فَقَال: يَا أَميرَ المؤْمِنينَ! إِنَّ أَبَا سفيان ظَلَمَنِى حَدِّى بِمَكَّةَ، فَقَالَ عُمَرُ: أَنَا أَعْلَمُ بِذَلكَ الحَدِّ ولَرُبَّمَا لَعِبْتُ أَنَا وَأَنْتَ عَلَيْه ونحن غلْمانٌ فَإِذَا قَدِمت مكةَ فأتنى، فَلَمَّا قَدِمَ عُمَرُ مَكَّةَ أَتَاهُ المَخزُومِىُّ وَجاءَ بِأَبِى سفيان فَانْطَلقَ عُمرُ مَعَهُ إِلَى ذَلكَ فيلحدِّ فَقَالَ غيرتَ يَا أَبَا سفيان، فخذ هذا الحجر من هَهُنَّا فَضَعْهُ هَهنَا، فَقَالَ: واللَّه لا أفْعَلُ، فَعَلَاهُ عمر بِالدِّرةِ، وَقَالَ: خُذهُ لَا أُمَّ لَكَ! فَأَخَذَهُ أبو سفيان فَوضَعَهُ في الموضعِ الَّذِى أَمَرَهُ عُمَرُ: فدخَلَه ممَّا صَنَعَ بِأبِى سفيان شىْءٌ، فَاسْتَقْبَلَ البَيْتَ وقال: اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ إِذْ لَمْ تُمتْنِى حَتَّى غَلبْتُ أَبَا سفيان عَلَى هَوَاهُ وَذَلَلْتَهُ لِى بِالإِسْلام، فَاسْتَقْبَلَ أَبو سفْيان الْبَيْتَ وَقَالَ: الَلَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ إِذْ لَمْ تُمِتنِى حَتَّى أَدْخلتَ قَلبِى مِنَ الإسلام ما ذللتنى لِعمر".
¬__________
(¬1) الأثر في كنز العمال للمتقى الهندى كتاب (الأخلاق من قسم الأفعال) الباب الثانى في الأخلاق المذمومة: الكبائر، جـ 3 ص 831 رقم 8884 (مسند عمر -رضي اللَّه عنه-) بلفظ: عن هشام قال: سألت عمر عن الكبائر؟ فقال: الشركُ باللَّه، وقتلُ النفس المؤمنة بغير حق، والسحرُ، وأكلُ مال اليتيم بغير حق، وقذفُ المحصنات الغافلات المؤمنات، وبكاءُ الوالدين المسلمين من العقوق، وأكل الربا، واستحلال آمِّين البيت الحرام، والفرارُ من الزحف (وعزاه إلى اللالكائى).
(*) بَضَع الشئ يبضعه: شَقه، وفى حديث عمر -رضي اللَّه عنه- أنه ضرب رجلا أقسم على أُم سلمة ثلاثين سوطا كلها تَبْضَعُ وتحدُر. أى: تشق الجلد وتقطع وتَحْدِرُ الدم، وقيل: تحْدُرُ: تُورِّم، جـ 31 لسان العرب.
(¬2) الأثر في كنز العمال للمتقى الهندى في (فضائل أهل البيت ومن ليسوا بالصحابة) فضل أم المؤمنين أم سلمة -رضي اللَّه عنها- جـ 13 ص 699 رقم 37788 (مسند عمر) بلفظ: عن أَبى وائل "أنَّ رجلًا له حق على أم سلمة فأقسم عليها" فضربه عمرُ ثلاثين سوطًا كلها تَبْضَعُ وَتحْدُرُ (وعزاه إلى أَبى عبيد في الغريب، وسفيان ابن عيينة في حديثه، واللالكائى).

الصفحة 141