كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 16)
ابن أَبى الدنيا في كتاب الأضاحى (¬1).
2/ 2509 - "عَنْ أَبِى قِلابةَ قَالَ: رَأَى عُمَرُ بنُ الخطابِ يَهُودِيًّا يَجُرُّ بِرِجْلِ شَاةٍ فَقَالَ: سُقْها إِلَى المَوْتِ سوْقًا جمِيلًا لَا أُمَّ لَكَ".
ابن أَبى الدنيا فيه (في الأضاحى) (¬2).
2/ 2510 - "عَنْ سَعيد بنِ المسيّبِ قَالَ: لما وُلّى عُمَرُ بنُ الخطابِ خطبَ النَّاسَ على مِنبرِ رسولِ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حَمدَ اللَّه وأَثْنَى عَليه ثُمَّ قَالَ: (يا) (*) أَيُّها النَّاسُ! إِنِّى قَد عَلِمتُ أَنّكم تُؤْنِسون مِنِّى شِدَّةً وغِلْظَةً، وَذَلِكَ أَنِّى كُنْتُ مَعَ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وكنتُ عَبْدَهُ وَخَادمَهُ، وَكَانَ كَما قَالَ اللَّه تَعَالَى: {بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}، فَكُنْتُ بَيْنَ يَدَيْه كَالسَّيف المَسْلُولِ إِلَّا أَنْ يُغْمدَنِى أَوْ يَنْهَانِى عَنْ أَمْر فَأكُفَّ، وَإلَّا أَقْدَمْتُ عَلَى النَّاسِ لِمَكَانِ لينه، فَلَمْ أَزَلْ معَ رسولِ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- على ذلك حَتَّى تَوفَّاهُ اللَّه وَهُوَ عَنِّى رَاضٍ والحمدُ للَّه عَلَى ذلكَ كثيرًا، وَأَنَا بِه أَسْعَدُ، ثُمَّ قُمْتُ ذَلِكَ المُقَامَ مَعَ أَبِى بَكرِ خَليفة رسولِ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بعده وَكَانَ من (* *) قد علمتُم في كرمه وَدَعَتهِ (* * *) ولينه فَكُنْتُ خَادِمَه وكنتُ كَالسيف بَينَ يَدَيْهِ أَخْلِطُ شدَّتِى بِلينِهِ، إلَّا أَنْ يَتَقَدَّمَ إِلَى فَأكُفَّ، وَإلَّا أَقْدَمْتُ فَلَمْ أَزَلْ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى تَوَفَاهُ اللَّه وَهُو عَنِّى رَاضٍ، والحمدُ للَّه عَلَى ذَلِكَ كثيرًا وَأَنَا بِه أَسْعَدُ، ثُمَّ صَارَ أَمْرُكُمْ إِلىَّ اليومَ وأَنَا أَعْلَمُ؛ فَسَيَقُولُ قَائلٌ: كَانَ يَشْتَدُّ عَلَيْنَا والأَمْرُ إلَى غيرهِ فَكَيْفَ بِهِ إِذَا صَارَ إِلَيْه؟ واعْلَمُوا أَنَّكم لَا تَسْأَلُونَ عَنِّى أَحَدًا؛ قد عرفتمونى وجرَّبتمونى، وَعَرَفْتُم مِن
¬__________
(¬1) الأثر في كنز العمال للمتقى الهندى كتاب (الحج من قسم الأفعال) باب: في واجبات الحج ومندوباته: الأضاحى، جـ 5 ص 219 رقم 12665 بلفظ: عن نافع قال: كان عمرُ يضحِّى عن صغار ولده" وعزاه إلى ابن أَبى الدنيا في كتاب الأضاحى.
(¬2) الأثر في كنز العمال للمتقى الهندى كتاب (الذبح من قسم الأفعال) باب: محظورات الذبح، جـ 6 ص 269 رقم 15648 بلفظ: عن أَبى قلابة قال: رأى عمر بن الخطاب يهوديًا يَجُرُّ برجلِ شاةٍ، فقال: سُقْها إلى الموت سوْقًا جميلًا لا أم لك. (وعزاه إلى ابن أَبى الدنيا في كتاب الأضاحى).
(*) (يا) هذه الزيادة من الكنز.
(* *) [من] هذه زائدة ولا توجد في الكنز.
(* * *) (ودعَته) الدعة: الخفض، والهاء عوض من الواو تقول منه: ودع الرجل -بالضم- فهو وديع، أى: ساكن، ورجلٌ مُتَّدِع أى صاحب دعة واستراحة. الصحاح للجوهرى (3/ 1296).
الصفحة 143