كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 16)
عبدُ الرحمن بن عوف، قَالَ: أَلَك حَاجَةٌ؟ قَال: نَعَم، ادْخُل، فَدَخَل فقال: أَرأيتَ مَا صَنَعتَ آنِفًا عَهدَه إليك رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أمْ رَأَيتَه؟ قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: لَمْ تَقْرأ في العِشَاء، قَال: أَوَفَعَلْتُ؟ قَالَ: نَعم، قال: فَإِنِّى سَهَوتُ، جَهَّزْتُ عِيرًا مِن الشام حَتَّى قَدمَتِ المدِينَةَ، فأمرَ المؤذنَ فأقام الصلاة، ثم عاد فصلى العشاء للناس، فلما فرغَ خطب قال: لا صلاة لمن لم يقرأ فيها، إن الذى صنعتُ آنفا أنى سهوتُ، جَهَّزْتُ عيرًا (*) من الشَّام حَتَّى قَدِمْتِ المدِيَنةَ فقسمتُها".
عب (¬1).
2/ 2512 - "عَنْ عُمَرَ قَالَ: الصَّبْرُ صَبْرَانِ: صَبْرٌ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ حَسَنٌ، وَصَبْرٌ أَحْسَنُ مِنْهُ: الصَّبرُ عَنْ مَحَارِمِ اللَّه".
ابن أَبى حاتم (¬2).
¬__________
(*) قال المحقق: في المصنف لعبد الرزاق: (جهزت) هيأت وأعددت المواد. والعير -بالكسر-: قافلة الحمير، وأطلقت على كل قافلة.
(¬1) الأثرى في كنز العمال للمتقى الهندى كتاب (الصلاة من قسم الأفعال) الباب الثانى في أحكامها وأركانها، ومفسداتها، ومكملاتها، فصل في سجود السهو وحكمه، جـ 8 ص 133، 134 رقم 22258 بلفظ: عن عكرمة بن خالد، عن الثقة، أن عمر بن الخطاب صلى العشاء الآخرة للناس بالجابية، فلم يقرأ فيها حتى فرغ، فلمَّا فرغ دخل فأطاف به عبد الرحمن بن عوف، وتنحنح له، حتى سمع عبد الرحمن حسَّه وعلم أنه ذو حاجةٌ فقال: مَنْ هذا؟ قال: عبد الرحمن بن عوف قال: ألك حاجة؟ قال: نعم، قال: ادخل، فدخل فقال: أرأيْتَ ما صنعت آنفًا عهدَه إليك رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أم رأيته؟ قال: وما هو؟ قال، لم تقرأ في العشاء، قال: أو فعلت؟ قال: نعم، قال: فإنى سهوتُ جهزتُ عيرًا من الشام، حتى قدمت المدينة، فأمر المؤذنَ فأقامَ الصلاة، ثم عاد فصلى العشاء للناس، فلما فرغ خطب قال: لا صلاة لمن لم يقرأ فيها، إِنَّ الذى صنعتُ آنفًا إنى سهوتُ، جَهزْتُ عيرًا من الشام حتى قدمتُ المدينةَ فقسمتها وعزاه إلى (عب).
والأثر ورد في المصنف لعبد الرزاق، جـ 2 ص 123 - 124 رقم 2752. أبواب القراءة، باب من نسى القراءة بلفظ: عن عبد الرزاق، عن ابن جريج قال: أخبرنى عكرمة بن خالد: أن عمر بن الخطاب صلى العشاء الآخرة بالجابية. . . إلخ الرواية بلفظه. ثم قال بعد كلمة. . . (فقسمتها) قلت: عمن تحدث هذا؟ قال: لا أدرى غير أنى لم آخذه إلَّا من ثقة.
(¬2) الأثر في كنز العمال للمتقى الهندى جـ 3 ص 751 برقم 8653 ط حلب: في كتاب (الأخلاق من قسم الأَفعال) الباب الأول في الأخلاق المحمودة، الفصل الثانى في تفصيل الأخلاق على حروف المعجم: الصبر على البلايا، ولفظه: عن عمر قال: "الصبر صبران: صبران عند المصيبة حسن، وأحسن منه الصبر عن محارم اللَّه". (وعزاه إلى ابن أَبى حاتم).