كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 16)
أصادق ريشة يَا آل ضمر ... أليس للَّه عليه قُدره
أَمَا يَزَالُ شارفٌ وبَكْرَه ... يطعن منها في شواء الشفرة
بصارم له رونق أَوْ شفره ... اللهم إذ كان تعدى فجره
فَاجْعَلْ أَمَامَ الْعَيْنِ مِنْه جدره ... يَأكُلهُ حَتَّى يُوَافى الْحُفْرَه
فَسَلَّطَ اللَّه عَلَيْهِ أَكَلَة حَتَّىِ مَاتَ قَبْلَ الْحَوْلِ، فَقَالَ عُمَرُ: سُبْحَانَ اللَّه، فَإِنَّ في هَذَا لَعِبْرَةً وَعَجَبًا، وإِنْ كَانَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- لَيَصْنَعُ هَذَا بِالنَّاسِ في جَاهِليَّتهم لينزِع بعضَهم مِنْ بَعْضٍ، فَلَمَّا أَتَى اللَّهُ بالإِسْلَامِ أَخَّر الْعُقُوبَةَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَذَلِكَ أَنَّ اللَّه يَقُولُ في كِتَابِه: {إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ} (*) {بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ} (* *)، قَالَ: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} (* * *) ".
ابن إسحق في المبتدا، وابن أَبى الدنيا في كتاب (مجابو الدعوة) هب، ورواه الأزرقى مختصرا (¬1).
¬__________
(*) سورة الدخان، آية رقم 40.
(* *) سورة القمر، آية 46 {بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرّ}.
(* * *) سورة فاطر، آية 45.
(¬1) الأثر رواه ابن أَبى الدنيا في كتاب "مجابو الدعوة" ص 58 - 61 ط بيروت (دعاء المظلوم) بروايتين، برقمى 20، 21 بينما وبين رواية السيوطى اختلاف كبير من حديث الألفاظ والعبارات، والزيادة والنقصان، وقد استغرقت الأولى منهما القدر الأكبر من الأثر. ينما ذكرت الثانية بقيته، وهذا نصهما: الأولى رقم 20 حدثنا الفضل بن غانم، عن سلمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق عمن لا يتهم، عن عكرمة، عن ابن عباس أنه حدثهم قال: بينما أنا عند عمر بن الخطاب، وهو خليفة، وهو يعرض الناس على ديوانهم، إذ مرّ به شيخ أعمى، يجيذه (*) قائده جدًا شديدا، فقال عمر حين رآه: "ما رأيت كاليوم منظرا أسوأ" فقال رجل من القوم جالس عنده: "وما تعرف هذا يا أمير المؤمنين؟ ". قال: لا. قال: "هذا ابن ضبعا السلمى، =
===
(*) جبذ: الجبذ لُغةٌ في الجَذْب. وقيل هو مقلوب. النهاية، جـ 1 ص 235.