كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 16)
2/ 2516 - "عَنْ ضَبَّةَ بْنِ مُحصنٍ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى أَبِى مُوسَى الأَشْعَرِىِّ: أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ للِنَّاسِ نَفْرَةً (*) مِنْ سُلْطَانِهِمْ، فَأَعُوذُ بِاللَّه أَنْ تُدْرِكَنِى وَإِيَّاكَ؛ فأَقِم الْحُدُودَ وَ (لَوْ) (* *) فِى سَاعَة مِنَ النَّهار، وإِذَا عَرَضَ لَكَ أَمْرَانِ أَحَدُهُمَا للَّهِ وَالآخَرُ للدُّنْيَا فَآثِرْ نَصِيبَكَ مِنَ اللَّهِ، فَإِنَّ الدُّنْيا تنفَدُ، والآخِرَةَ تَبْقَى، وَأَخِفِ الفُسَّاقَ وَاجْعَلهُمَ يَدًا يَدًا وَرِجْلًا رِجْلًا، عُدْ مَرِيضَ الْمُسْلِمِينَ، وَاحْضُرْ جنَائزَهُم، وافْتَح بَابَكَ، وَبَاشِرْ أُمُورَهُمْ بِنَفْسكَ، فَإِنَّمَا أَنْتَ رَجُلٌ مِنْهُم، غَيْرَ أَنَّ اللَّه جَعَلَكَ أَثْقَلَهمْ حمْلًا، وَقَدْ بَلَغَنِى أَنَّهُ نَشَأَلَكَ وَلأَهْلِ بَيْتِكَ هيْئَةٌ في لِبَاسِكَ وَمَطْعَمِكَ وَمَرْكَبِكَ، لَيْسَ لْلِمُسْلَمِينَ مثْلُهَا، فَإِيَّاكَ يَا عَبْدَ اللَّه أَنْ تَكُونَ بِمَنْزِلَةِ البَهِيمَةِ مَرَّتْ بِوَادٍ خِصْبٍ، فَلَمْ يَكُنْ لَهَا هَمٌّ إِلَّا التَّسَمُّنَ وَإنَّمَا حَتْفُها في السِّمَنِ، وَاعْلَمْ أَنَّ العَامِلَ إِذَا زَاغَ زَاغَتْ رَعِيَّتُهُ، وَأَشْقى النَّاسِ مَنْ شَقِيَتْ بِهِ رعِيُّتُهُ".
الدينورى (¬1).
¬__________
= وأما (أبو رافع) ففى أسد الغابة 6/ 156, 157 ط الشعب، ترجمة لاثنين ممن يكنى بأبى رافع، أولهما برقم 8567 - وقال عنه صاحب الأسد: هو أبو رافع مولى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، اختلف في اسمه، فقيل: أسلم، وقيل: صالح. . . إلخ.
والثانى برقم 5868 - ولعله الراوى المراد- قال صاحب الأسد عنه: أبو رافع الصائغ، اسمه نفيع. قال أبو عمر: لا أعرف لمن ولاؤه، ولا أقف على نسبه، وهو مشهور عن علماء التابعين، أدرك الجاهلية، روى عنه ثابت البُنَانى، وقتادة، وخلاس بن عمرو الهَجَرى، بعد في البصريين، أكثر روايته عن عمر، وأبى هريرة.
وفى هامشه لمحققيه: لأبى رافع الصائغ هذا ترجمة في طبقات ابن سعد 7/ 1/ 88، وذلك في الطبقة الأولى من الفقهاء والمحدثين والتابعين من أهل البصرة، من أصحاب عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه- وقال الحافظ في الإصابة 4/ 75: "أكثر عن أَبى هريرة، ويروى عن الخلفاء الأربعة وابن مسعود. . " وعلى ذلك فليس صحابيا. اهـ.
(*) أى: تجافيا وتباعدا. انظر مختار الصحاح، مادة [نفر].
(* *) ما بين القوسين ساقط من الأصل، وأثبتناه من الكنز.
(¬1) الأثر في كنز العمال للمتقى الهندى جـ 5 ص 696 برقم 14209 ط حلب، في كتاب (الخلافة مع الإمارة - من قسم الأفعال) الباب الأول في خلافة الخلفاء: خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه- مراسلاته -رضي اللَّه عنه- بلفظ المصنف مع اختلاف يسير، وبعزوه. =