كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 16)

مَاتَ، وَإِنَّ مُحَمَّدًا لَمْ يَمُتْ، وَلَكِنَّهُ أَرْسِلَ إِلَى رَبِّهِ كَمَا أُرْسِلَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ فَلَبِثَ عَنْ قَوْمِهِ أَرْبَعِينَ لَيلَةً، وَاللَّه إنِّى لأَرجُو أَنْ تُقطَعَ أَيْدِى رِجَالٍ وَأَرْجُلُهُم يَزْعُمُونَ أَنَّهُ مَاتَ".
ابن سعد، كر (¬1).
2/ 2264 - "عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: تُوُفِّى رَسُولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فَقَالُوا: إِنَّمَا عُرجَ بِرُوحِ مُوسَى (*)، وَقَامَ عُمَرُ خَطِيبًا يُوعِدُ المُنَافِقِينَ، وَقَالَ: إِنَّ رَسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لَمْ يَمُتْ وَلَكِنْ إنَّمَا عُرجَ بِرُوحه كَمَا عُرجَ بِرُوحِ مُوسَى، لَا يَمُوتُ رَسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حتَّى يَقطَعَ أَيْدِى أَقْوَامٍ وَأَلْسِنتَهُمْ، فَمَا زَالَ عُمَرُ يتكَلَّمُ حَتَّى أَزْبَدَ شِدقَاهُ، فَقَالَ العَباسُ: إِنَّ رَسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يَأسَنُ كَمَا يَأسَنُ البَشَرُ، وإِنَّ رَسولَ اللَّه قَدْ مَاتَ فَادْفِنُوا صَاحِبَكُم، أيُمِيتُ أحَدَكُمْ إِمَاتَةً ويمِيتُهُ إِمَاتَتْينِ؟ هُوَ أَكْرَمُ عَلَى اللَّه مِن ذَلِكَ، فإِنْ كَانَ كَما تَقُولُونَ فَليْسَ عَلَى اللَّه بِعَزِيزٍ أَنْ يَبْحَثَ عَنْهُ التُّرَابَ فُيُخْرِجَهُ إِنْ شَاءَ اللَّه، مَا مَاتَ حَتَّى تَرَكَ السَّبِيلَ نَهجًا وَاضِحًا، أَحَلَّ الحَلَالَ، وَحَرَّمَ الحَرَام، فَنَكَحَ وَطَلَقَ، وحَارَبَ وَسَالَمَ، وَمَا كَانَ رَاعِى غَنَمٍ يَتبَعُ بِهَا صَاحِبُهَا رُءُوسَ الْجبَالِ يَخْبِطُ عَلَيْهَا العضاة بِمِخْبَطِهِ وَيَمْدُدُ حَوْضَهَا بِيَدِهِ بأَنْصَبَ وَلَا أَدْأَبَ مِنْ رَسولِ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فِيْكُمْ".
ابن سعد، (خ، ق في الدلائل) (¬2).
¬__________
(¬1) الأثر في الطبقات الكبرى لابن سعد (ذكر كلام الناس حين شكوا في وفاة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-) جـ 2 القسم الثانى، ص 53 بلفظ: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهرى، عن أبيه، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، أخبرنى أنس بن مالك، قال: لما توفى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. . . الأثر.
ما بين القوسين ساقط من الأصل أثبتناه من الكنز (متفرقات الأحاديث التى تتعلق بوفاته -صلى اللَّه عليه وسلم-) جـ 7 ص 243 رقم 18772.
(*) إنما عرج بموسى هكذا بالمخطوطة وفى الطبقات الكبرى لابن سعد: إنما عرج بروحه كما عرج بروح موسى. ولعل هذا هو الأقرب للصواب.
(¬2) ما بين الأقواس ساقط من الأصل أثبتناه من الكنز (متفرقات الأحاديث التى تتعلق بوفاته -صلى اللَّه عليه وسلم-) جـ 7 ص 244 رقم 18773.
والأثر في الطبقات الكبرى لابن سعد (ذكر كلام الناس حين شكوا في وفاة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-) جـ 2 القسم الثانى ص 53 بلفظ: أخبرنا عارم بن الفضل، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا أيوب، عن عكرمة، قال: توفى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. . . الأثر.
وفى صحيح البخارى، باب: (في فضائل أصحاب النبى -صلى اللَّه عليه وسلم-) فضائل أَبى بكر الصديق، =

الصفحة 22