كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 16)

2/ 2265 - "عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ الغَدَ حِينَ بُوِيعَ أبُو بَكْرٍ عَلَى بَعِيرِ رَسُول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وَاسْتَوَى أَبُو بَكرٍ عَلَى مِنبَرِ رَسُولِ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فَتَشَهَّدَ قَبْلَ أَبِى بَكرٍ ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّى قُلْتُ لَكُمْ أَمْس مَقَالَةَ لَم تَكُنْ كَمَا قُلْتُ، وَإنِّى وَاللَّه مَا وَجَدْتُهَا فِى كِتَابٍ أَنْزَلَهُ اللَّه وَلَا فِى عَهْدٍ عَهِدَهُ إِلَى رَسُولُ اللَّه، وَلَكِنِّى كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَعيشَ رَسُولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، (فَقَالَ كَلِمَةً يُرِيدُ حتَّى يَكُونَ آخِرَنَا)، فَاخْتَارَ اللَّه لِرَسُولِهِ الَّذِى عِنْدَهُ عَلَى الَّذِى عِنْدَكُمْ، وَهَذَا الْكِتَابُ الَّذِى هَدَى اللَّه بِهِ رَسُولَكُمْ، فُخُذُوهُ تَهْتَدُوا كَمَا هُدِى لَهُ رَسُولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-".
ق في الدلائل (¬1).
2/ 2266 - "عن عمرو بن دينار، وعبيد اللَّه بن أَبى يزيد، قَالا: لم يكنْ على عهدِ النبىِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- عَلَى بيت النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- حائطٌ، فكانَ أَوَّلَ من بنَى عليهِ جدارًا عمرُ بنُ الخطابِ، يقول حِينَ خَرجَ معاذ إلى الشام: لقد أحل خروجه بالمدينة وأهلها في الفقه وما كان يفتيهم به، ولقد كنت كلمتُ أبا بكر -رحمه اللَّه- أن يُجْلسه لِحاجةِ الناس إِليه، فأبى
¬__________
= جـ 5 ص 8 حديث بلفظ: حدثنا إسماعيل بن عبد اللَّه، حدثنا سليمان بن بلال، عن هشام بن عروة، عن عروة بن الزبير، عن عائشة -رضي اللَّه عنها-، زوج النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- مات وأَبو بكر بالسنح، قال إسماعيل: يعنى بالعالية، فقام عمر يقول: واللَّه ما مات رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قالت: وقال عمر: واللَّه ما كان يقع في نفسى إلا ذاك، وليبعثنه اللَّه فليقطعن أيدى رجال وأرجلهم.
(¬1) الحديث أخرجه البيهقى في دلائل النبوة، جـ 7 ص 216، 217 باب (ما يؤثر عنه -صلى اللَّه عليه وسلم- من ألفاظه في مرض موته وما جاء في حاله عند موته) بلفظ: وأخبرنا أبو عبد اللَّه الحافظ، قال: أخبرنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه، قال: أخبرنا أحمد بن إبرإهيم، قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، أنه قال: أخبرنا أنس بن مالك، أنه سمع عمر بن الخطاب من الغد حين بايع المسلمون أبا بكر في مسجد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فاستوى على منبر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، نتشهد قبل أَبى بكر، قال: أما بعد: فإنى قلت لكم أمر مقالة، وإنها لم تكن كما قلت، وإنى -واللَّه- ما وجدت المقالة التى قلت لكم في كتاب أنزله اللَّه؛ ولا في عهد عهده إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ولكنى كنت أرجو أن يعيش رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حتى يدبُرنا -يريد حتى يكون رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- آخرنا- فاختار اللَّه لرسوله -صلى اللَّه عليه وسلم- الذى عنده على الذى عندكم، وهذا الكاب الذى هدى اللَّه به رسوله، فخذوه تهتدوا بما هدى اللَّه رسوله -صلى اللَّه عليه وسلم-.

الصفحة 23