كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 16)

علىَّ وقال: رجلٌ أراد وجهًا يريدُ الشهادة فلا أَحْبِسُه، فقلت: واللَّه إن الرجلَ ليُرْزَقُ الشهادةَ وهو على فرسهِ، وفى بيتهِ عظيم الفنا عن مصره، قال كعب بن مالك: وكان معاذُ ابن جبل يُفتى الناس بالمدينةِ في حياةِ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وأبى بكر".
ابن سعد، وفيه الواقدى (¬1).
2/ 2267 - "عن محمد بنِ كعب القُرَظىِّ قالَ: جَمَعَ القرآنَ -في زمانِ النبىِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- خمسةٌ من الأنصارِ: معاذُ بنُ جبلٍ، وعبادةُ بنُ الصامتِ، وأبَىُّ بنُ كعبٍ، وأبُو أيوبَ، وأَبو الدرداءِ، فلما كَانَ زَمَانُ عمرَ بن الخطاب كتبَ إليهِ يزيدُ بنُ أَبِى سفيانَ أَنَّ أَهلَ الشام قد كَثُرُوا وَرَبَلُوا وَمَلأوا المدائنَ واحتاجُوا إلى مَن يُعَلِّمهُمُ القرآنَ وَيُفَقَهُهُمْ في الدينِ، فأعنِّى يا أميرَ المؤمنينَ برجال يعلمونَهُمْ، فدعَا عمرُ (أولئك الخمسة، فقال لَهم: إن إخوانكم من إهل الشام قد استعانونِى) بِمَنْ يعلمهم القرآنَ وَيُفَقِّهُهُمْ في الدينِ فأعينونِى رحمكمُ اللَّه بثلاثةٍ منكمْ إِنْ أحْبَبْتُمْ، فَاسْتَهمُوا وإن انْتُدِبَ مِنْكُمْ ثلاثةٌ فَلْيخرجُوا، فَقَالُوا: مَا كُنَّا لِنَتَساهَمَ، هَذَا شيخ كبير -لأَبِى أيوب- وأما هَذَا فَسقيم -لأُبَىّ بن كعب- فخرجَ معاذٌ وعبادةُ وأَبُو الدرداء، فقالَ عمرُ: ابدءوا بحمصَ؛ فإنَّكمْ ستجدونَ النَّاسَ على وجوهِ مختلفة، منهمْ من يَلْقَنُ، فإِذَا رأيتمْ ذَلِكَ فوجِّهُوا إليهِ طائفةً من النَّاسِ، فإِذَا رضيتم منهُمْ فَليُقِمْ بهَا واحدٌ، وليخرجْ واحدٌ إلى دمشقَ والآخرُ إلى فلسطينَ، فقدِمُوا حمصَ فكانُوا بِهَا حتَّى إِذَا رَضُوا من الناس أقَامَ بِهَا عُبَادةُ، ورجعَ أبو الدرداءِ إلى دمشقَ، ومعاذٌ إلى فلسطينَ، فَأمَّا معاذٌ فماتَ عامَ طاعونِ عَمْواسَ، وَأمَّا عُبادةُ فَسَارَ بعدُ إلى فلسطينَ فماتَ بِهَا، وأما أبو الدرداءِ فلم يَزَلْ بدمشقَ حتى ماتَ".
¬__________
(¬1) هذا الأثر ذكر صاحب الكنز صدره وترك عجزه في كتاب (الشمائل) باب: شمائل الأخلاق: زهده -صلى اللَّه عليه وسلم- جـ 7 ص 185 رقم 18601 بلفظ: عن عمرو بن دينار، وعبيد اللَّه بن أَبى يزيد، قالا: لم يكن على عهد النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- على بيت النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- حائط، فكان أول من بنى عليه جدارا عمرُ بنُ الخطاب، قال عبيد اللَّه بن أَبى يزيد: كان جداره قصيرا ثم بناه عبد اللَّه بن الزبير بعد وزاد فيه (وعزاه لابن سعد في كتاب الطبقات).
ما بين القوسين من الكنز.

الصفحة 24