كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 16)

2/ 2275 - "عَنْ أَسْلَمَ قَالَ: كَانَ الشَّامُ قَدْ أَمْكَنَ فَإِذَا أَقْبَلَ جُنْدٌ مِنَ اليَمَنِ، وَمِمَّن بَيْنَ المَدِينَةِ والْيَمَنِ فَاخْتَارَ أَحَدٌ مِنْهُمْ الشَّامَ، قَالَ عُمَرُ: يَا لَيْتَ شِعْرِى (عنِ) الأَبَدَال هَلْ مَرَّتْ بِهِمُ الرِّكَابُ".
كر (¬1).
2/ 2276 - "عَنْ مُحمَّدٍ وَطَلْحَةَ وَسَهْلٍ قَالُوا: كَتَبَ عُمَرُ إِلَى أَبِى عُبَيْدَةَ: إِذَا أَنْتَ فَرَغْتَ مِنْ دِمَشْق -إِنْ شَاءَ اللَّه- فَاصْرفْ أَهْلَ العِرَاقِ إِلَى العِرَاق، فَإِنَّهُ قَدْ أُلْقِىَ فِى رُوعِى أنَّكُمْ سَتَفتَحُونَهَا، ثُمَّ (تُدْركُونَ) إِخْوَانَكُمْ فَتَنصُرُونَهُمْ عَلَى عَدُوِّهمْ، وَقامَ عُمَرُ بالمَدِينَةِ لِمرُورِ النَّاسِ بِهِ، وَذَلِكَ أَنَّهُم ضَرَبُوا إِلَيْهِ منْ بُلْدَانِهمْ، فَجَعَل إِذَا سَرَّحَ قَوْمًا إِلَى الشَّامِ قَالَ: لَيْتَ شِعْرِى عَنِ الأَبْدَالِ هَلْ مَرَّتْ بِهِمُ الرِّكَابُ أَمْ لَا؟ وإِذَا سَرَّحَ قَوْمًا إِلَى الْعِرَاقِ قَالَ: يَا لَيْتَ شِعْرى كَمْ فِى هَذَا (الْجُنْدِ) مِنَ الأَبْدَالِ".
كر (¬2).
2/ 2277 - "عَن ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَدِمَ عَلَى عُمَرَ (مَالٌ) مِنَ الْعِرَاقِ فَأَقْبَلَ يُقَسِّمُهُ، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ: لَوْ أَبْقَيْتَ مِنْ هَذَا الْمَالِ لِعَدُوٍّ إِنْ حَضَرَ أَوْ نَائِبَةٍ إِنْ نَزَلَتْ! ! فَقَالَ عُمَرُ: مَا لَكَ؟ قَاتَلَكَ اللَّه؛ نَطَقَ بِهَا عَلَى لِسَانِكَ شَيْطَانٌ، لَقَّانِى اللَّه حُجَّتهَا، وَاللَّه لا أعْصِيَنَّ اللَّه الْيَوْمَ لِغَدٍ، لَا، وَلَكِن أُعِدُّ لَهُمْ (مَا) كما أَعَدَّ لَهُمْ رسُولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-".
¬__________
(¬1) الأثر في الكنز (بيت المقدس) جـ 14 ص 144 رقم 38189 وعزاه إلى ابن عساكر.
وانظر التعليق على الحديث التالى.
(¬2) الأثر في الكنز (بيت المقدس) جـ 14 ص 145 رقم 38190 وعزاه إلى ابن عساكر.
والأثر أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق الكبير، باب: (ما جاء أن الشام يكون بها الأبدال الذين بهم تصرف عن هذه الأمة) جـ 1 ص 62 بلفظ: وقال سهل: لما رجع عمر من تشييع أهل القادسية إلى صرار كان قد كتب إلى عبيدة: إذا فرغت من دمشق -إن شاء اللَّه- فاصرف أهل العراق إلى العراق، فإنه قد ألقى في روعى أنكم ستفتحونها ثم تدركون إِخوانكم فتنصرونهم على عدوهم.
وأقام عمر بالمدينة لمرور الناس به، وذلك أنهم ضربوا إليه من بلدانهم، فجعل اذا سرح قوما إلى الشام قال: "ليت شعرى كم في هذا الجيش من الأبدال".

الصفحة 28