كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 16)

فأمر عمر بِمُدَّىْ قمح فطُحِنا ثم عُجِنا، ثم أدهَهَمها بقسطين زيتًا، ثم أجلس عليهما ثلاثين رجلًا فكانت كِفَافَ شبعهم، ثم أخذ عمر المُدَّيْنِ والقسط بِيساره، ثم قال: اللهم لا حِلَّ لأَحَد أن ينقِصَهُمَا (بعدى، اللهم فمن نقصهما فانقص من عمره) ".
أبو عبيد في الأموال، ويعقوب بن سفيان، ومسدد، هق، كر (¬1).
¬__________
(¬1) ما بين القوسين ساقط من الأصل أثبتناه من الكنز، (الغنائم وحكمها) جـ 4 ص 525 رقم 11553 بلفظ: عن سفيان بن وهبٍ الخَوْلانى قال: شهدت عمر بن الخطاب بالجابية، قال: فحمد اللَّه وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال: أما بعد فإن هذا الفئ أفاء اللَّه عليكم، الرفيع فيه والوضيعُ بمنزلةٍ، ليس أَحدٌ أحَقَّ به من أحد، إلا ما كان من هذين الحيّين لخم وجُذام فإنى غير قاسمٍ لهم شيئا، فقام رجلٌ من لخمٍ فقال: يا ابن الخطاب: أنشدُك اللَّه فىَّ العدلَ والسويةَ، فقال: إنما يريد ابن الخطاب العدلَ والسويةَ، واللَّه إنِى لأعلم لو كانت الهجرة بصنعاء ما خرج اليها من لخم وجُذَام إلا القليل، فلا أجعلُ من تكلفَ السفرَ وابتاع الظَّهْر بمنزلة قومٍ إنما قاتلوا في ديارهم، فقام أبو حُدير حينئذٍ فقال: يا أمير المؤمنين إن كان اللَّه ساق إلينا الهجرةَ في ديارنا فنصرناها وصدقناها أذاك الذى يذهب حقنا في الإسلام؟ فقال عمر: واللَّه لاقسمنَّ لكم -ثلاث مرات ثم قسم بين الناس فأصاب كل رجل منهم نصف دينارٍ، وإذا كانت معه امرأته أعطاه دينارا، وإذا كان وحده أعطاه نصف دينار، ثم دعا ابن قاطورا صاحب الأرض فقال: أخبرنى ما يكفى الرجلَ من القوته في الشهر واليوم؟ فأتى بالمدى والقِسْط (*) فقال: يكفيه هذا المُديان في الشهر وقسط زيت وقسط خلٍّ، فأمر عمر بمدين من قمح فطحنا ثم عُجِنا ثم أدمَّهما بقسطين زينا ثم أجلس عليهما ثلاثين رجلًا فكان كفاف شعبهم، ثم أخذ المُدْى بيمينه والقسط بيساره ثم يقال: اللهم إنى لا أُحِلُّ لأحدٍ أن ينقصهما بعدى، اللهم فمن نقصهما فانقُّص من عُمره. وعزاه (لأبى عبيد في الأموال، ويعقوب بن سفيانَ، ومسدد، هق. كر).
الأثر في المطالب العالية، باب: (قسم الفئ لمن هاجر وإن وقع ذلك في بلده) جـ 2 ص 187 رقم 2015 بلفظ: سفيان بن وهب الخولانى قال: شهدت خطبة عمر بن الخطاب بالجابية فحمد اللَّه وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال: أما بعد فإن هذا الفئ أفاءه اللَّه عليكم، الرفيع فيه والوضيعُ بمنزلة، ليس أحد أحقَّ به من أحد إلا ما كان من هذين الحيَّين: لخمٍ وجذام، وإنى (* *) غير قاسم لهم (* *) شيئا، فقام رجل من لخم فقال: يا ابن الخطاب أنشدك اللَّه فِىَّ العدل، فقال: إنما يريد ابن الخطاب العدلَ والسوية، واللَّه إنى لأعلم لو كانت الهجرة بصنعاء ما خرج إليها لخم وجذام إلا القليل، فلا أجعل من تكلف السفر =
===
(*) المعلق: القسط -بكسر القاف وسكون سين- له معانٍ كثيرة، ومعناه: مكيال يسع نصف صاع. اهـ: قاموس.
(* *) المعلق: في الإتحاف: فإننى.
(* * *) في الإتحاف: لهما.

الصفحة 56