كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 16)

2/ 2327 - "عن مجلز قال: قال عمرُ: من تستخلفون بعدى؟ فقال رجلٌ من القوم: الزبيرَ بن العوامِ، قال: إذًا تستخلفونه شَحِيحًا غَلِقا -يعنى: سئ الأخلاق- فقال رجل: نستخلفُ طلحة بن عُبيد، فقال: كيف تستخلفون رجلا كَانَ أولَ شئ نحله رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أرضنا نحلها إياه فجعلها في مهر يهودية؟ فقال رجل من القوم: نستخلف
¬__________
= وابتاع الظهر بمنزلة قوم إنما قاتلوا في ديارهم، فقام أبو حُدَيْرج (*) فقال: يا أمير المؤمنين: إن كان اللَّه ساق إلينا الهجرة في ديارنا فنصرناها وصدقنا فذاك الذى يُذهبُ حَقنا في الإسلام؟ فقال عمر: واللَّه لأقسمنَ -ثلاث مرات- ثم قسمَ بين الناس غنائمهم، فأصاب كل رجل نصفَ دينار، وإذا كانت معه امرأته أعطاه دينارا وإن كان وحده أعطاه نصف دينار. وعزاه (لمسدد).
والأثر في سنن البيهقى كتاب (قسم الفئ والغنيمة) باب: ما جاء في قسم ذلك على قدر الكفاية جـ 6 ص 346 بلفظ: أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطان ببغداد، أخبرنا عبد اللَّه ابن جعفر بن درستويه، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنى سعيد بن كثير بن عفير المصرى، حدثنى ابن لهيعة أن يزيد بن أَبى حبيب حدث أن أبا الخير حدثه أن عبد العزيز بن مروان قال لكريب بن أبرهة: أحضرت عمر ابن الخطاب -رضي اللَّه عنه- بالجابية؟ قال: لا. قال: فمن يحدثنا عنها؟ قال كريب: إن بعثت إلى سفيان بن وهب الخولانى حدثك عنها، فأرسل إليه فقال: حدثنى عن خطبة عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه- يوم الجابية، قال سفيان: إنه لما اجتمع الفئ أرسل أمراء الأجناد إلى عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه- أن يقدم بنفسه، فقدم، فحمد اللَّه وأثنى عليه ثم قال: أما بعد: فإن هذا المال نقسمه على من أفاء اللَّه عليه بالعدل إلا هذين الحيين من لخم وجُذام فلا حق لهم فيه، فقال وإليه أبو جدير (* *) الأجذعى فقال: أنشدك اللَّه يا عمر فِىَّ العدل؛ فقال عمر -رضي اللَّه عنه-: العدل أريد، أنا أجعل أقواما أنفقوا في الظهر وشدُّوا الغرض وساحوا في البلاد مثل قوم مقيمين في بلادهم، ولو أن الهجرة كانت بصنعاء أبو بعدن ما هاجر البها من لخم ولا جذام أحد؟ ! فقام أبو حدير فقال: إن اللَّه وضعنا من بلاده حديث يشاء وساق إلينا الهجرة في بلادنا، فقبلناها ونصرناها، أفذلك يقطع حقنا ياعمر؟ ثم قال: لكم حقكم من المسلمين، ثم قسم، فكان للرجل نصف دينار، فإذا كانت معه امرأته أعطاه دينارا، ثم دعا ابن قاطورا صاحب الأرض فقال: أخبرنا ما يكفى الرجل من القوت في الشهر واليوم؟ فأتى بالمدى والقسط فقال: يكفيه هذا المدان في الشهر وقسط خل، فأمر عمر -رضي اللَّه عنه- بمدين من قمح فطحنا ثم عجنا ثم خبزا، ثم أدمهما بقسطن زيتا، ثم أجلس عليهما ثلاثين رجلا فكان كفاف تشبعهم عنه، ثم أخذ عمر المدى بيمينه والقسط بيساره ثم قال: اللهم لا أحل أن ينقصهما بعدى، اللهم فمن نقصهما فانقص من عمر.
===
(*) كذا في الأصلين، والصواب: عندى أبو حديدة، راجع الإصابة 4/ 47 قال البوصيرى: رواته ثقات.
(* *) مص: أبو جديرة.

الصفحة 57