كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 16)
قط (¬1).
2/ 2366 - "عن عروةَ بنِ الزبيرِ قال: شَرِبَ عبدُ اللَّه بنُ الأزورِ، وَضِرارُ بْن الخطابِ وأَبو جندل بن سهيلِ بن عمرو بالشام، فَأَتَى بِهِمْ أبو عبيدةَ بنُ الجراح، قال أَبو جَندلٍ: واللَّه مَا شَرِبْتُهَا إلَّا عَلَى تأويل، إنى سمعتُ اللَّه يقولُ: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ (*)} فكتبَ أبو عبيدةَ إلى عمرَ بأَمْرِهم، فقال أبو الأزور: إنه قد حَضَرَ لَنَا عدونا فإِن رأيتَ أن تُؤخِّرَنَا إلى أن نلْقى عدُوَّنا غدًا، فإن أكرمنا اللَّه بالشَّهَادَةِ كَفَاكَ ذَاكَ، ولم تُقِمْنَا على جزَائِهِ، وإن نَرْجعْ نظرتَ إلى ما أمركَ بِه صاحبُكَ فأمضيتَهُ، قال أبو عبيدة: فَنَعَمْ، فلما التقَى النَّاسُ قُتِلَ أبو الأزورِ شهيدًا، فرجَع الكتابُ كتابُ عمرَ إِنَّ الَّذِى أوقَع أبا جندلٍ في الخَطِيئةِ قد تهيأ له فيها بالحجة، وإِذَا أتاكَ كتابى هذا فأقم عليهم حدَّهم، والسلامُ، فدعَا بهمَا أبو عبيدةَ فحدَّهُمَا، وأَبو جندلِ له شَرفٌ ولأبِيهِ، فكان يحدثُ نفسهُ حتى قيلَ: إنَّهُ قد وَسْوَسَ، فكتبَ أبو عبَيدةُ إلى عمرَ: أما بعدُ، فإنى قَدْ ضربتُ أبَا جندلٍ وإِنَّهُ قد حدَّثَ نفسَه حتى قد خشِينَا عليهِ أنهُ قد هَلَكَ، فكتبَ عمرُ إلى أَبى جندلٍ: أما بعدُ فإِنَّ الذِى أوقعكَ في الخطيئَةِ قَد
¬__________
(¬1) الأثر في كنز العمال كتاب (الطهارة) باب: ذيل الغسل جـ 9 ص 558 رقم 27409 بلفظ المصنف.
(قمقمة) القمقم: ما يسخن فيه الماء من نحاس وغيره. ويكون ضيق الرأس. نهاية.
والأثر في سنن الدارقطنى كتاب (الطهارة) باب: الماء الماء المسخن جـ 1 ص 37 رقم 1 بلفظ: نا الحسين بن إسماعيل، حدثنا إدريس بن الحكم، نا على بن غراب، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أسلم مولى عمر: أن عمر بن الخطاب كان يسخن له ماء في قمقمة ويغتسل به. وقال الدارقطنى: هذا إسناد صحيح.
وقال محققه: قوله: هذا إسناد صحيح إلا أن فيه رجلين تكلم فيهما، أحدهما: على بن غراب، فممن وثقه الدارقطنى وابن معين، وممن ضعفه أبو داود وغيره، وقال الخطيب: تكلموا فيه لمذهبه فإنه كان غاليا في التشيع. والآخر: هشام بن سعد، فهو وإن أخرج له مسلم فقد ضعفه النسائى. وعن أحمد بن حنبل أنه ذكره فلم يرضه، وقال: ليس بمحكم الحديث.
(*) المائدة، الآية: 93.