كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 16)
قالَ: فإنِّى صَلَّيتُهمَا مَع مَنْ هُو خَيْرٌ مِنْكَ رَسولِ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقَال عُمَرُ: إنَّه لَيْس بى أنتم أيُّها الرَّهْطُ، وَلكنى أَخَافُ أَنْ يأتِى بَعْدَكُم قَوْمٌ يُصَلُّون مَا بَيْن العَصْرِ إلى المَغْرِبِ حتى يمروا بالساعة التى نهى رَسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أَنْ يُصَلُّوا فيها كَما صلوا ما بين الظهر والعصر".
طس (¬1).
2/ 2396 - "عن وَرقَاءَ بِنْتِ هداب أَنَّ عُمَر بن الخَطَّابِ كَانَ إِذَا خَرَج مِنْ مَنْزِلِهِ مرَّ عَلَى أُمَّهاتِ المُؤْمِنينَ فَسَلَّم عَلَيْهِنَّ قَبْلَ أَنْ يَأتِى مَجْلِسَه، فَإِذَا انْصَرفَ إِلَى مَنْزِلهِ مَر عَلَيْهِنَّ، فَكَانَ كلَّمَا مَرَّ وَجَدَ عَلَى بَاب عَائِشَةَ رَجُلًا جَالِسًا، فَقَالَ لَهُ: مَالِى أَرَاكَ ههنا جَالِسًا؟ قَالَ: حَقٌّ أَطْلُبُ بِه أُمَّ المؤمِنينَ، فَدَخَلَ عَلَيْها عُمَرُ فَقَالَ لَها: يَا أُمَّ المُؤْمِنينَ مَا لَك فِى ستَّةِ آلافٍ كِفَايَةٌ فِى كُلِّ سَنَةٍ؟ قَالَتْ: بلى وَلَكنْ عَلَىَّ فِيهَا حُقوقٌ، وَقَد سَمِعْتُ أَبَا القَاسِم -صلى اللَّه عليه وسلم- يَقُولُ: مَنْ كَانَ عَلَيْه دَيْن يُهمُّهُ قضَاؤهُ، أَوْ هَمَّ بِقَضَائِهِ لَمْ يَزَلْ مَعَه مِنَ اللَّه حارِسٌ، فَأَنَا أحِبُّ أَنْ لَا يَزَال مَعِى مِنَ اللَّه حَارِسٌ".
طس (¬2).
¬__________
(¬1) الأثر في كنز العمال كتاب (الصلاة) الوقات المكروه جـ 8 ص 183 رقم 22480 وعزاه صاحب الكنز لابن جرير - مسند تميم الدارى.
والأثر في مجمع الزوائد كتاب (الصلاة) باب: الصلاة بعد العصر جـ 2 ص 222 قال: وعن عروة بن الزبير قال: خرج عمر على الناس فضربهم على السجدتين بعد العصر حتى مر بتميم الدارى، فقال: لا أدعهما؛ صليتهما مع من هو خير منك، رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال عمر: إن الناس لو كانوا كهيئتك لم أبال. قال الهيثمى: رواه أحمد، وهذا لفظه، وعروة لم يسمع من عمر. وقد رواه الطبرانى ورجاله رجال الصحيح في الكبير والأوسط عن عروة، قال: أخبرنى تميم الدارى أو أخبرت أن تميما الدارى ركع ركعتين بعد نهى عمر. . . إلخ.
وقال الهيثمى: وفيه عبد اللَّه بن صالح قال فيه عبد الملك بن شعيب: ثقة مأمون. وضعفه أحمد وغيره.
(¬2) الأثر في مجمع الزوائد كتاب (البيوع) باب: فيمن نوى قضى دينه وأهمَّ به جـ 4 ص 132 بلفظ: عن عائشة: أنها كانت تدان، فقيل لها: مالك وللدلين؟ ولك عنه مندوحة؟ قالت: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "ما من عبد كانت له نية في أداء دينه إلَّا كان له من اللَّه عون فأنا ألتمس ذلك العون" وفى رواية: "إلا كان له من اللَّه، وحافظ. وفى رواية: "من كان عليه دين همه قضاؤه أو هم بقضائه لم يزل معه من اللَّه حارس". =