كتاب نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار في شرح معاني الآثار (اسم الجزء: 16)

وثنا خلف بن هشام، قال: ثنا حماد بن زيد، عن أبي جمرة قال: سمعت ابن عباس يقول: "قدم وفد عبد القيس على رسول الله -عليه السلام-، فقال النبي -عليه السلام- أنهاكم عن الدباء والحنتم والنقير والمُقير". وفي حديث حماد جعل مكان "المقير" "المزفت".
قوله: "المقير" هو المطلي بالقير، وهو المزفت، ويقال: إنما نهى عن الانتباذ في الحنتم لأنها تسرع الشدة فيها لأجل دهنها. وقيل: لأنها كانت تعمل من طين يعجن بالدم والشعر، فنهي عنها ليمتنع من عملها، والأول الوجه.
الثالث: عن ربيع بن سليمان أيضًا. . . . إلى آخره.
وأبو هلال هو الراسبي، واسمه محمد بن سُليم.
وأخرجه أحمد في "مسنده" (¬1).
ص: حدثنا ابن مرزوق، قال: ثنا وهب، قال: ثنا أبي، عن يعلى بن حكيم، عن سعيد بن جبير قال: سمعت ابن عمر - رضي الله عنهما - يقول: "حرَّم رسول الله -عليه السلام- نبيذ الجر. فأتيت ابن عباس فقلت: ألا تسمع ما يقول ابن عمر؟ قال: وما يقول؟ قلت: يقول: حرَّم رسول الله -عليه السلام- نبيذ الجر، فقال: صدق ابن عمر؛ حرَّم رسول الله -عليه السلام- نبيذ الجر".
ش: إسناده صحيح. عن إبراهيم بن مرزوق، عن وهب بن جرير، عن أبيه جرير بن حازم، عن يعلى بن حكيم الثقفي المكي. . . . إلى آخره.
وأخرجه أبو داود (¬2)، ثنا موسى بن إسماعيل ومسلم بن إبراهيم -المعنى- قالا: ثنا جرير، عن يعلى بن حكيم، عن سعيد بن جبير قال: سمعت عبد الله بن عمر يقول: "حرَّم رسول الله -عليه السلام- نبيذ الجر، فخرجت فزعًا من قوله: حرَّم رسول الله -عليه السلام- نبيذ الجر، فدخلت على ابن عباس، فقلت: أما
¬__________
(¬1) "مسند أحمد" (1/ 228 رقم 2020).
(¬2) "سنن أبي داود" (3/ 330 رقم 3691).

الصفحة 128