كتاب نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار في شرح معاني الآثار (اسم الجزء: 16)
وقال: حسن صحيح.
والنسائي (¬1): عن عبيد الله بن سعد، عن عمه يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب حدثه، عن عبادة، نحوه، ولم يذكر أبا إدريس.
وعن يعقوب بن إبراهيم (¬2)، عن غندر، عن معمر، عن الزهري، عن أبي إدريس نحوه.
وعن قتيبة (¬3)، عن سفيان، عن الزهري، عن أبي إدريس، به.
وقد طعن بعضهم فيما ذكره الطحاوي فقال:
أما الأول: فلا نسلِّم أن اللؤلؤ والمرجان يخرجان من أحد البحرين، بل يخرجان من كليهما جميعًا.
وأما الثاني: فلأن الجن منهم رسل؛ لأنهم بنص القرآن متعبدون، موعدون بالنار وموعودون بالجنة.
ثم ذكر ما رواه مسلم (¬4): عن قتيبة، عن إسماعيل بن جعفر، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله -عليه السلام- قال: "فضلت على الأنبياء بستٍّ. . . ." فذكر فيها: "وأرسلت إلى الخلق كافة".
وأما الثالث: فلأن قوله: "فمن أصاب من ذلك شيئا. . . . إلى آخره" على العموم؛ وذلك لأن الملائكة والرسل والأنبياء والصالحين والفساق والكفار وإبليس وفرعون وأبا جهل وأبا لهب كلهم في مشيئة الله -عز وجل-، يفعل فيهم ما يشاء من عقوبة أو عفو، إلا أنه تعالى قد بيَّن أنه يعاقب الكفار ولابد، وإبليس
¬__________
(¬1) "المجتبى" (7/ 141 رقم 4161).
(¬2) "المجتبى" (7/ 148 رقم 4178).
(¬3) "المجتبى" (7/ 161 رقم 4210).
(¬4) "صحيح مسلم" (1/ 371 رقم 523).
الصفحة 43
576