كتاب نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار في شرح معاني الآثار (اسم الجزء: 16)
من رجل سلعة بثمن معلوم إلى أجل مسمى، ثم يشتريها منه بالنقد بأقل من الثمن الذي باعها به.
الثاني والعشرون: أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه -، واسمه: صُدَيُّ بن عجلان:
أخرج حديثه ابن ماجه (¬1): ثنا العباس بن الوليد الدمشقي، ثنا عبد السلام ابن عبد القدوس، ثنا ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن أبي أمامة الباهلي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تذهب الأيام والليالي حتى تشرب طائفة من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها".
الثالث والعشرون: أبو بُردة هانئ بن نيار:
أخرج حديثه ابن أبي شيبة (¬2): عن أبي الأحوص، عن سماك بن حرب، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي بردة بن نيار، قال: سمعت رسول الله -عليه السلام- يقول: "اشربوا في الظروف ولا تسكروا".
وأخرجه الطبراني (¬3) من طريق ابن أبي شيبة نحوه.
ص: قال أبو جعفر - رحمة الله -: فذهب قوم إلى أن حرَّموا قليل النبيذ وكثيره، واحتجوا في ذلك بهذه الآثار.
ش: أراد بالقوم هؤلاء: عطاء بن أبي رباح، وطاوسًا، ومجاهدًا، ومالكًا، والشافعي، وأحمد؛ فإنهم حرموا قليل النبيذ وكثيره، وقالوا: كل ما أسكر كثيره فقليله حرام. واحتجوا في ذلك بالأحاديث المذكورة.
وقال صاحب "المغني": كل مسكر حرام قليله وكثيره، وهو خمر، حكمه حكم عصير العنب في تحريمه، ووجوب الحد على شاربه.
¬__________
(¬1) "سنن ابن ماجه" (2/ 1123 رقم 3384).
(¬2) "مصنف ابن أبي شيبة" (5/ 85 رقم 23940).
(¬3) "المعجم الكبير" (22/ 198 رقم 522).
الصفحة 86
576