كتاب نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار في شرح معاني الآثار (اسم الجزء: 16)
يحيى بن معين، وذكره أبو أحمد العسكري في كتابه "معرف الصحابة"، وقال: يروي مرسلًا ولا تصح صحبته.
الخامس: عن فهد بن سليمان، عن عمر بن حفص النخعي شيخ البخاري ومسلم، عن أبيه حفص بن غياث، عن سليمان الأعمش، عن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي، عن سعيد بن ذي حُدَّان -أو ابن ذي لعوة-.
وهذا إسناد جيد ورجاله كلهم ثقات.
وقد ذكرنا أن سعيد بن ذي لعوة وثقه العجلي وغيره، ويقال له أيضًا: ابن ذي حُدَّان -بضم الحاء المهملة وتشديد الدال- وقال ابن حبان: وهم مَن قال فيه سعيد بن ذي حُدَّان.
قوله: "ظمئ" أي عطش يقال: ظَمِئَ يَظْمَأُ ظَمَأً، قال الله تعالى: {لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ} (¬1) والاسم الظِمء -بالكسر- وقوم ظِماء أي عطاش.
قوله: "بسطيحة" قال ابن الأثير: السطيحة من المزاد: ما كان من جلدين قوبل أحدهما بالآخر فسطح عليه، وتكون صغيرة وكبيرة، وهي من أواني المياه.
وقال الجوهري: السطيحة: المزادة.
وحديث ابن ذي لعوة هذا صريح فيما أسكر كثيره، فالشرب من قليله مباح، ولا يحرم عليه من ذلك إلا المسكر، ولهذا قال عمر - رضي الله عنه - لذلك الرجل الذي شرب من سطيحته فسكر: "إنما أضربك على السكر".
السادس: عن فهد أيضًا، عن عمر بن حفص، عن أبيه حفص بن غياث النخعي، عن سليمان الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت دينار البصري، عن نافع بن علقمة.
وهذا إسناد صحيح في غاية الصحة.
¬__________
(¬1) سورة التوبة، آية: [120].
الصفحة 96
576