كتاب المعاملات المالية أصالة ومعاصرة (اسم الجزء: 16)
القول الثاني:
أول وقف في الإسلام هي صدقة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -.
(ح -٩٣٣) روى الإمام أحمد، قال: حدثنا حماد، قال: حدثنا عبد الله -يعني العمري- حدثنا نافع، عن ابن عمر، قال: أول صدقة كانت في الإسلام صدقة عمر، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: احبس أصولها، وسبل ثمرتها (¬١).
[الحديث أصله في الصحيحين إلا قوله: أول صدقة كانت في الإسلام] (¬٢).
---------------
= قال ابن إسحاق: وكان من حديث مخيريق، وكان حبرًا عالمًا، وكان رجلًا غنيًا كثير الأموال من النخل، وكان يعرف رسول الله بصفته، وما يجد في علمه، وغلب عليه إلف دينه فلم يزل على ذلك حتى إذا كان يوم أحد، وكان يوم أحد يوم السبت، قال: يا معشر يهود، والله إنكم لتعلمون أن نصر محمَّد عليكم لحق، قالوا: إن اليوم يوم السبت. قال: لا سبت لكم، ثم أخذ سلاحه، فخرج حتى أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأحد، وعهد إليه من وراءه من قومه: إن قتلت هذا اليوم، فأموالي لمحمد - صلى الله عليه وسلم - يصنع فيها ما أراه الله، فلما اقتتل الناس قاتل حتى قتل، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما بلغني يقول: مخيريق خير يهود، وقبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمواله، فعامة صدقات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة منها.
ورواها عمر بن شبة في تاريخ المدينة (٥٠٤)، قال: حدثنا محمَّد بن يحيى، قال: حدثنا عبد العزيز بن عمران، عن عبد الله بن جعفر بن المسور، عن أبي عون، عن ابن شهاب، قال: كانت صدقات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أموالًا لمخيريق اليهودي، قال: عبد العزيز: بلغني أنه كان من بقايا بني قينقاع، ثم رجع حديث ابن شهاب: قال: وأوصى مخيريق بأمواله للنبي، وشهد أحدًا، فقتل به، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: مخيريق سابق يهود، وسلمان سابق الفرس، وبلال سابق الحبشة، قال: وأسماء أموال مخيريق التي صارت للنبي - صلى الله عليه وسلم -: الدلال، وبرقة، والأعواف، والصافية، والميثب، وحسنى، ومشربة أم إبراهيم.
وهذا مع كونه مرسلًا، فإن في إسناده عبد العزيز بن عمران، وهو متروك الحديث.
(¬١) مسند الإمام أحمد (٢/ ١٥٦).
(¬٢) الحديث في الصحيحين إلا قوله: (أول صدقة كانت في الإسلام). =