كتاب فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب (حاشية الطيبي على الكشاف) (اسم الجزء: 16)

نزعا فتبتكها ثم تعاد، و (تَدْعُوا) مجاز عن إحضارهم، كأنها تدعوهم فتحضرهم، ونحوه قول ذي الرمة:
تدعو أنفه الربب
وقوله:
ليالي اللهو يطبيني فأتبعه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله: (فَتَبتكها)، أي: تَقطعُها.
قوله: (تدعو أنفه الريب)، يصف الثور الوحشى، أوله:
أمسى بوهبين مجتازاً لمرتعه من ذي الفوارس تدعو أنفه الريب
الوَهبين: اسم موضع، مجتازاً لمرتعه: طالباً لها الريب، جمع ربَّة، وهي أول ما ينبت من الأرض. وذو الفوارس: اسم موضع فيه رمل. تدعو أنفه: تجره ليأكل. وفي "المجمل" "الرِّبَّة: نبات يبقى في آخر الصيف".
قوله: (ليالي اللهو يطبيني فأتبعه)، تمامه:
كأنني ضارب في غَمْرة لَعِب
يَطْبيني: دعاني، طباه يطبوه: دعاه. الضارب: السابح، وأصل الضَّرب الإسراع في الأرض، يقول: يدعوني ليالي اللهو فأتبعه، كأنني سابح في غمرة من الماء لعب فيه.

الصفحة 16