كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 16)

وكان أبو زُرعة يدعو للإمام أحمدَ بنِ حنبل رحمة الله عليه، ويقول: إنِّي لأكون في شدَّة، وأسأل الله ببركات أبي عبد الله؛ فيرفعها عنِّي وعن أهل بلدي.
وقال (¬1): اِلتقاني رجلٌ فقال: ليكوننَّ لك شأنٌ من الشأن، فلا تقربنَّ أبوابَ هؤلاء -يعني الأمراءَ-[قال]: فخُيِّل إليِّ أنَّه الخَضِرُ، فقبلتُ وصيَّته.
[ذكر وفاته: ]
قال الخطيب بإسناده إلى أبي جعفر التُّسْتري: حضَرْنَا (¬2) أبا زُرعة وكان في السَّوْق وعنده أبو حاتم، ومحمَّد بنُ مُسلم بنُ وارة، والمنذر بنُ شاذان، وجماعةٌ من العلماء، فذكروا حديث التَّلْقين، وقولَه - صلى الله عليه وسلم -: "لقِّنوا موتاكم لا إله إلا الله" (¬3) فاستحيَوا من أبي زُرعة، وهابوا (¬4) أن يلقِّنوه، فقالوا: [تعالوا] (¬5) نذكر الحديث، فقال محمد بن مسلم بن وارة: حدَّثنا الضَّحَّاك بن مخلد، عن عبد الحميد بن جعفر، عن صالح، ولم يجاوز، والباقون سكوت، فقال أبو زُرعة وهو في السَّوق: حدَّثنا بُندار، حدَّثنا أبو عاصم، حدَّثنا عبدُ الحميد بنُ جعفر، عن صالح بن أبي عَريب، عن كثير بن مُرَّة الحَضْرمي، عن معاذ بن جبل، قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "من كان آخرُ كلامه لا إله إلا الله دخلَ الجنَّةَ" (¬6)، وتوفِّي رحمه الله.
[وقال الخطيب: توفي] بالرَّيِّ يوم الاثنين سَلْخ ذي الحجَّة وقد بلغ أربعًا وستين سنة (¬7).
[ذكر ما رُئيَ له من المنامات: ]
روى الخطيب بإسناده إلى أحمدَ (¬8) بنِ محمد المُرادي [قال: ] رأيتُ أبا زُرْعَة [في
¬__________
(¬1) في (ب): وحكى ابن باكويه عنه قال: ...
(¬2) في (خ) و (ف): وقال أبو جعفر التستري: حضرنا ... ، والمثبت من (ب) والكلام في "تاريخ بغداد" 12/ 45.
(¬3) أخرجه مسلم (916) من حديث أي سعيد الخدري، و (917) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -، والسَّوق: الاحتضار.
(¬4) في (خ) و (ف): وتهابوا، والمثبت من (ب) وهو الموافق لما في "تاريخ بغداد" 12/ 45.
(¬5) ما بين معكوفين من (ب)، وهو الموافق لما في "تاريخ بغداد".
(¬6) أخرجه أحمد (22034)، وأبو داود (3116).
(¬7) "تاريخ بغداد" 12/ 46، وما سلف بين معكوفين من (ب).
(¬8) في (خ) و (ف): وقال أحمد ... ، والمثبت من (ب)، وما بين معكوفين منها، والكلام في "تاريخ بغداد" 12/ 47.

الصفحة 24