كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 16)

المنام فقلت له: يا أبا زرعة، ما فعل الله بك؟ قال: لقيتُ ربِّي تعالى فقال لي: يا أبا زُرعة، ] إنِّي أوتى بالطِّفل فآمر به إلى الجنَّة، فكيف بمَن حفظ السُّننَ على عبادي؟ تبوَّأ من الجنَّة حيثُ شئتَ.
وقال يزيد (¬1) بن مَخلد الطَّرَسُوسي: رأيتُه في المنام فقلت: يا أبا زُرعة، إنَّ الجهمية قد آذونا. فقال: اسكت، فإنَّ أحمد بن حنبل قد سدَّ عليهم الماءَ من فوق.
[قال: ] (¬2) ورآه محمَّد بنُ مسلم بن وارة في المنام، فقال [له: ] ما فعل الله بك؟ فقال: غفر لي وقال: ألحقوه بأبي عبد الله وأبي عبد الله [وأبي عبد الله وأبي عبد الله] فقيل [لابن] وارة: فسِّر لنا هذا، فقال: أبو عبد الله الأوَّل؛ سفيانُ الثَّوري، والثاني: مالكُ بن أنس، والثالثُ: الشافعي، والرابع: أحمدُ بن حنبل.
وحكى الحافظُ ابنُ عساكر عن حفصِ (¬3) بن عبد الله قال: رأيت أبا زُرعة في المنام وهو في السَّماء يصلِّي بالملائكة، فقلت له: بِمَ نلتَ هذا؟ فقال: كتبتُ بيدي ألفَ ألفِ حديث، في كلِّ حديث إذا ذكرتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أصلِّي عليه، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: "من صلَّى عليَّ مرَّةً صلَّى الله عليه بها عشرًا" (¬4).
أسند أبو زُرعة عن (¬5) خلقٍ كثير، منهم (¬6): الإمام أحمدُ بن حنبل رحمة الله عليه، والفضلُ بن دُكين، والقَعْنَبيُّ، والطَّيالسيُّ، وأبو سَلَمة، والبخاريُّ، ويحيى بنُ بُكَير المصريُّ وغيرهم، وروى عنه: أبو زُرعة الدمشقيُّ، ومسلمُ بنُ الحجَّاج، وأبو حاتم الرَّازيُّ، وعبدُ الله بنُ أحمد وغيرهم (¬7).
ودخل أبو زُرعة على الإمام أحمد، فحدَّثه أحمدُ عن عبد الرزاق، عن مَعْمَر، عن
¬__________
(¬1) في (ب): وقال الخطيب: ورآه يزيد ... ، وليست في "تاريخ بغداد".
(¬2) ما بين معكوفين من (ب)، والخبر بنحوه في "تاريخ بغداد".
(¬3) في (خ): وقال أبو حفص ... ، وفي (ف): وقال حفص ... ، والمثبت من (ب)، والكلام في "تاريخ دمشق" 44/ 325.
(¬4) أخرجه أحمد (6568)، ومسلم (384) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص.
(¬5) في (خ) و (ف): أسند الحديث عن ... ، والمثبت من (ب).
(¬6) من هنا إلى آخر السنة ليست في (ب)، وأتى مكانها: والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم.
(¬7) "تهذيب الكمال" 5/ 46 - 47، و "السير" 13/ 66.

الصفحة 25