كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 16)

قالوا وهم عُصَبٌ يَسْتغفرون له ... قولَ الأحبَّة لا تَبْعَد وقد بَعِدا
وقال المعافى: كان إذا هجاه إنسانٌ ترك ذلك الهَجْوَ في أماكنه، فيستحي الذي هجاه فلا يعودُ إلى ذلك.

محمَّد بن إسماعيل
ابن القاسم بن إبراهيم طباطبا بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب، أبو عبد الله، العَلَوي (¬1).
وإنَّما سُمِّي جدُّه طباطبا لأنَّ أمَّه كانت تُرَقِّصُه وتقول: كبا كبا يعني: نم.
سكن مصر، وكان سيدًا فاضلًا جَوَادًا مُمَدَّحًا، وكان له بمصر جاهٌ ومنزلة جليلة عند السلطان والعامة، وبها تُوفّي، وقبرُه بالقَرافَة ظاهرٌ يُزار ويتبرَّك به.
حدَّث عن أَبيه وغيره، وروى عنه المصريّون، وقدم الشَّام صُحبةَ خُمارَوَيه بن طولون.

محمَّد بن المُسيّب بن إسحاق
أبو عبد الله، النَّيسابوري ثم الأَرْغِياني (¬2).
ولد سنة ثلاث وعشرين ومئتين، وطاف البلاد، وكان زاهدًا، خائفًا، بكَّاءً حتَّى ذهب بصرُه، وكان يقول: ما بقي مِنْبَر من منابر الإِسلام لم أدخله لسماع الحديث.
وكان يمشي وفي كُمِّه مئةُ أَلْف حديث في مئة جزءٍ صغار.
وتوفي يوم السبت منتصف جمادى الأولى وهو ابن اثنتين وتسعين سنةً.
سمع خلقًا كثيرًا منهم أَبا سعيد الأشَجَّ، وروى عنه أبو حامد [بن] الشَّرقي وغيره، وأجمعوا عليه.
* * *
¬__________
(¬1) تاريخ دمشق 61/ 103، وتاريخ الإِسلام 7/ 296، والوافي بالوفيات 2/ 211.
(¬2) تاريخ دمشق 64/ 473، والسير 14/ 422، وتاريخ الإِسلام 7/ 299.

الصفحة 535