كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 16)

8937 - حدثنا (¬1) جعفر بن محمد الخَفّاف (¬2) الأنطاكي، ومحمد بن عوف، قالا: حدثنا الهيثم بن جميل، قال: حدثنا جرير بن حازم (¬3)، عن نافع، عن ابن عمر، أنّ عمر (¬4) قال يا رسول الله رأيت حلة في السوق لو اشتريتها فتزينت بها لوفود (¬5) العرب، فقال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّما يلبس الحرير في الدنيا من لا خلاق له في الآخرة".
ثم أهديت إليه بعد ذلك حُلل فبعث إلى عليّ حُلَّة، وأمره بشقها
-[555]- بين نسائه، وبعث إلى عمر حُلة، وإلى أسامة حلة، فجاء عمر إلى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- فقال: بعثت إليّ بحلة، وقد قلت بالأمس ما قلت، فقال: "لم أبعث بها إليك لتلبسها، إنَّما بعثت بها إليك لتصيب بها".
وأمّا أسامة فراح فيها، فنظر إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نظرًا عرف أنَّه كره ما (¬6) صنع فقال: يا رسول الله تنظر إليّ وأنت بعثت بها إليّ، فقال "إنَّما بعثت بها إليك تشقها بين نسائك" (¬7).
¬_________
(¬1) جاء قبل الحديث في الأصل: " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة على محمد، وعلى آله أجمعين.
أخبرنا الأستاذ الإمام أبو القاسم القشيري، قال: أخبرنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسين الإسفراييني، قال: أخبرنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني قال: "
(¬2) الخفاف: -بفتح الخاء المنقوطة، وتشديد الفاء الأولى- نسبة لعمل الخِفَاف.
الأنساب (2/ 386).
(¬3) جرير بن حازم هو ملتقى الإسناد مع مسلم.
(¬4) نهاية (ك 4/ 281/ ب).
(¬5) الوفود: هم القوم يجتمعون ويَرِدون البلاد، واحد منهم: وافد، وكذلك الذين يقصدون الأمراء لزيارة واسترفاد وانتجاع وغير ذلك. النهاية (5/ 209).
(¬6) نهاية (ل 7/ 87/ أ).
(¬7) أخرجه مسلم، كتاب اللباس والزينة، باب تحريم استعمال إناء الذهب والفضة (3/ 1639) حديث رقم (7).
والبخاري كتاب الجمعة، باب يَلْبَس أحسن ما يجد، حديث رقم (886). انظر: الفتح (3/ 28).

الصفحة 554