كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 16)
بَيَانُ إِبَاحةِ لُبْسِ الثوب الذي فِيهِ العَلَمُ مِنَ الحرِيرِ، والثوب المَكْفُوفِ (¬1) بالديباجِ.
¬_________
(¬1) في (م): الملفوف.
والمكفوف: الذي عمل على ذيله وأكمامه وجيبه كَفاف، وكُفة كل شيء -بالضم- طُرّنه وحاشيته. انظر: المجموع المغيث (3/ 65)، النهاية (4/ 191).
8961 - حدثنا محمد بن يحيى النيسابوري، وعلي بن عثمان النفيلي، والصاغاني، قالوا: حدثنا يعلى بن عبيد، قال: حدثنا عبد اللك بن أبي سليمان (¬1)، عن عبد الله مولى أسماء بنت أبي بكر، قال: أرسلتني أسماء بنت أبي بكر إلى عبد الله بن عمر أنَّه بلغني أنك تحرم أشياء ثلاثة: صوم رجب كله، ومَيْثَرة الأرجوان (¬2)، والعَلَم في الثوب.
فقال: أمَّا ما ذَكَرَتْ من صوم رجب فكيف بمن يصوم الأبد، وأمَّا العلم في الثوب فإنَّ عمر بن الخطاب حدثني أنَّه سمع النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة". فأخاف أن يكون العَلَم في الثوب من لبس الحرير، وأما مَيْثَرةُ الأُرْجُوان: فهذه
-[572]- ميثرة ابن عمر فأرجوا أن تراها.
قال: قلت: نعم. قال: فرجعت إلى أسماء فأخبرتها بما قال عبد الله بن عمر فأخرجت إليَّ جُبَّة من طيالسة (¬3) لها لِبْنة (¬4) من ديباج خسرواني (¬5)، وفَرْجاها (¬6) مكفوفتان به، فقالت: هذه جُبَّةُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يلبسها، فلمَّا قبض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كانت عند عائشة، فلمَّا قبضت قبضتها.
زاد النفيلي، والصاغاني: فقبضتها إليّ فنحن نغسلها للمريض منا إذا اشتكى (¬7)، ويستشفى بها (¬8).
¬_________
(¬1) عبد الملك بن أبي سليمان هو ملتقى الإسناد مع مسلم.
(¬2) الأرجوان: -بضم الهمزة، والجيم، بينهما راء ساكنة ثم واو خفيفة- قيل: هو صبغ أحمر شديد الحمرة، وقيل: كل شيء أحمر فهو أرجوان.
انظر: المعرب (ص 19)، الفتح (11/ 491).
(¬3) طيالسة: جمع طيلسان -بفتح اللام- وهو الكساء الغليظ.
انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين (ص 262)، المفهم (5/ 393).
(¬4) لِبْنة: -بكسر اللام، وسكون الباء- وهي رقعة في جيب القميص. النهاية (4/ 230).
(¬5) خُسْرَواني: هو الحرير الرقيق الحسن الصنعة، منسوب إلى عظماء الأكاسرة.
المعرب (ص 135)، قصد السبيل (1/ 457).
(¬6) نهاية (ل 7/ 91/ ب).
(¬7) نهاية (ك 4/ 284 / ب).
(¬8) أخرجه مسلم، كتاب اللباس والزينة، باب تحريم استعمال إناء الذهب والفضة (3/ 1641) حديث رقم (10).
ولم يخرج البخاري الحديث تامًّا، وإنما أخرج حديث ابن عمر "من لبس الحرير في الدنيا ... " كتاب اللباس، باب لبس الحرير للرجال، حديث رقم (5834) انظر: الفتح (11/ 461).
من فوائد الاستخراج: تمييز عبد الملك بذكر كنية أبيه، وعند مسلم جاء مهملًا.