كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 16)

8964 - ز- حدثنا أبو حميد المصيصي (¬1)، قال: حدثنا حجاج (¬2)، قال: سمعت شعبة، يحدث عن قتادة ح
وحدثنا أبو أمية، قال: حدثنا أبو النضر (¬3)، قال: أخبرنا (¬4) شعبة (¬5)،
-[575]- أخبرني قتادة، قال: سمعت أبا عثمان النهدي (¬6)، قال: أتانا كتاب عمر بن الخطاب ونحن بأَذْرَبِيْجَان (¬7) مع عتبة ابن فرقد: أمّا بعد فاتَّزروا، وارتَدُوا، وانتَعِلوا، وارموا بالخِفَاف وأَلقوا السراويلات، وعليكم بلباس أبيكم إسماعيل (¬8)، وإياكم والتنعم وزِيّ العجم، وعليكم بالشمس فإنَّها حمّام العرب، وتَمَعْدَدُوا (¬9)، واخشوشنوا (¬10)، واخْلَولِقوا (¬11)، واقطعوا
-[576]- الرُّكُب (¬12)، وارموا الأَغْرَاض (¬13)، وانْزُوا نَزْوًا (¬14). فإنَّ (¬15) رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن الحرير إلا هكذا، وأشار شعبة بأصبعيه الوسطى والسبابة (¬16).
وقال أبو حميد: وأشار حجاج بأصبعيه السبابة والوسطى، فما علمت أنَّه
-[577]- يعني الأعلام.
قال شعبة: حدثني عاصم الأحول، عن أبي عثمان بنحو من هذا، وزاد فيه: "وتعلموا العربية".
قال شعبة: فكان عاصم: أحفظهما عن أبي عثمان.
¬_________
(¬1) هو: عبد الله بن محمد بن أبي عمر المصيصي.
(¬2) هو: ابن محمد المصيصي.
(¬3) هو: هاشم بن القاسم.
(¬4) في (ك): حدثنا.
(¬5) شعبة ملتقى الإسناد مع مسلم.
(¬6) النَّهْدي: بفتح النون، وسكون الهاء، وفي آخرها الدال المهملة، الأنساب (5/ 541).
وهو: عبد الرحمن بن مُلّ بن عمرو الكوفي ثم البصري.
(¬7) أَذْرَبِيْجان: -بالفتح، ثم السكون، وفتح الراء، وكسر الباء الوحدة، وياء ساكنة، وجيم، وفتح قوم الذال وسكون الراء، ومدّ آخرون الهمزة مع ذلك - إقليم واسع شمال إيران. انظر: معجم البلدان (1/ 128).
(¬8) في (م): إبراهيم.
(¬9) تمعددوا: من التمعدد وهو الغِلظ، يقال: للغلام إذا شب وغلظ قد تمعدد وقيل المعنى: تشبهوا بعيش مَعَدَّ وكانوا أهل قشف وغِلظ في المعاش فكونوا مثلهم ودعوا التنعم وزي العجم.
انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (3/ 327)، النهاية (4/ 341).
(¬10) اخشوشنوا: من الخشونة في اللباس، والمطعم، والمعنى: تعاطوا ما يوجب الخشونة، ويصلب الجسم، ويصبره على الحر، والبرد، والمشاق.
انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (3/ 326)، والفروسية (ص 123).
(¬11) اخْلَولقُوا: يقال: اخلولق المطر إذا اجتمع وتهيأ، والمعنى: تهيَّئوا واستعدوا لما يراد =
-[576]- = منكم وكونوا خلقاء به. انظر: النهاية (2/ 72)، والفروسية (ص 123).
(¬12) الرُّكُب: جمع ركاب وهو موضع القدم من السرج، وأمرهم بذلك لئلا يعتادوا الرُّكوب دائمًا بالركاب فأحَب أن يعودهم الركوب بلا رُكُب وأن ينزوا على الخيل نزوا. انظر: الفروسية (ص 123).
(¬13) وارموا الأغراض: أمرهم بأن يكون قصدهم في الرمي الإصابة لا البعد، وهذا هو مقصود الرمي. انظر: الفروسية (ص 123).
(¬14) نهاية (ك 4/ 285/ أ).
(¬15) في (م): "وإن رسول الله ... ".
(¬16) أخرج مسلم المرفوع منه، كتاب اللباس، باب تحريم استعمال إناء الذهب (3/ 1643) حديث رقم (14).
وأخرج البخاري المرفوع منه من طريق شعبة، في كتاب اللباس، باب لبس الحرير للرجال، حديث رقم (5828) انظر: الفتح (11/ 462).
وسند أبي عوانة صحيح. وأخرج الأثر تامًّا أحمد في المسند (1/ 53) بسند صحيح، قال: حدثنا يزيد، حدثنا عاصم، عن أبي عثمان النهدي، عن عمر -به-، وأخرجه أبو القاسم البغوي في الجعديات - (1/ 303) - عن علي، عن شعبة، عن قتادة به.
وذكر الحافظ في الفتح (11/ 464) أن الإسماعيلي أخرجه من طريق علي بن جعد عن شعبة، وذكر متنه وهو بلفظ أبي عوانة.

الصفحة 574