كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 16)

-صلى اللَّه عليه وسلم- اسمها إلى جويرية (¬1). وكذلك غير أيضًا اسم برة بنت أبي سلمة (¬2)، وبرة بنت جحش (¬3)، فسمى كل واحدة منهما زينب.
وقال: "لا تزكوا أنفسكم، اللَّه أعلم بأهل البر منكم" (¬4) ولم يغير عليه السلام اسم بريرة مع أنها على بنية من أبنية المبالغة، وهي فعيلة بخلاف برة، فكانت على هذا المعنى بالتغيير أولى، وجوابه أن يقال: هذا السؤال مغالطة، وقائله يخدع بها من ليس له اعتناء باللغة، فإن لفظ بريرة ليس مما نحن (¬5) بصدده؛ لأنه اسم جامد في الأصل غير صفة، وهي واحدة البرير، والبرير ثمر الأراك، فليس من اللغة في شيء، فلذلك لم يغيره عليه السلام (¬6).
(جاءت عائشة رضي اللَّه عنها تستعينها) أي: تستعين بها (في كتابتها) والكتابة هي: العقد المشهور بين العبد وسيده، فإما أن يكون مأخوذًا من كتابة الخط؛ لوجودها عند العقد، وإما من معنى الإلزام كما في قوله تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} (¬7) لإلزام كل واحد من السيد والعبد بما شرط من العتق والأداء اللذين تكاتبا عليه (ولم تكن قضت من كتابتها شيئًا) ورواية الصحيحين عن عائشة:
¬__________
(¬1) رواه مسلم (2140) من حديث ابن عباس.
(¬2) رواه مسلم (2142).
(¬3) رواه البخاري (6192)، ومسلم (2141).
(¬4) مسلم (2142/ 19).
(¬5) بعدها في (ح): فيه.
(¬6) انظر: "فتح الباري" 5/ 188.
(¬7) النساء: 103.

الصفحة 15