كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 16)

[بفتح الموحدة] (¬1) (النعال السبتية) بكسر السين، والسبت بالكسر جلود البقر المدبوغة بالقرظ، يتخذ منها النعال، سميت بذلك، لأن شعرها قد سبت عنها، أي: حلق وأزيل، وقيل: لأنها انسبتت بالدباغ، أي: لانت، وفي تسميتهم للنعل المتخذة من السبت سبتًا (¬2) اتساع، مثل قولهم: فلان يلبس الصوف والقطن والإبريسم، أي: الثياب المتخذة منها، وقد اعترض على ابن عمر، فقيل له: إنك تلبس النعال السبتية؛ لأنها نعال أهل النعمة والسعة، فاحتج بفعل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (¬3).
(ويصفر (¬4) لحيته) وفي الصحيحين من حديث ابن عمر قال: رأيت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يصبغ بها (¬5). يعني: الصفرة (¬6)، قال بعضهم: يعني: ثيابه. وهذا الحديث يرد قولهم وقول المازري: لم ينقل عنه -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه صبغ شعره (¬7). ولعله لم يقف على هذا الحديث، أو وقف عليه ونسيه. وكذا قول ابن عبد البر: لم يكن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يصبغ بالصفرة [إلا] (¬8) ثيابه. نقله عنه القرطبي ورده (¬9).
¬__________
(¬1) ما بين المعقوفتين ساقط من (ل)، (م).
(¬2) في جميع النسخ: سبت. والمثبت هو الصواب.
(¬3) رواه البخاري (166)، ومسلم (1187) من حديث ابن عمر.
(¬4) في (ل)، (م): يعصفر.
(¬5) السابق.
(¬6) في (ل)، (م): أي: بالصفرة.
(¬7) "المعلم بفوائد مسلم" 1/ 331.
(¬8) ساقطة من (ل)، (م).
(¬9) "المفهم" 3/ 272، وانظر قول ابن عبد البر في "التمهيد" 21/ 82، 86.

الصفحة 576