كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 16)

(فقدم من غزاةٍ) أصلها غزوة (له و) فاطمة (قد علقت مسحًا) بكسر الميم، واحد المسوح، وهو [بالفارسية فعرب] (¬1) البلاس المنسوج من الشعر (أو سترًا) بكسر السين (على بابها) أي: باب بيتها.
(وحَلَّت) بفتح الحاء (¬2) المهملة وتشديد اللام من الحلي الذي يتزين به (الحسن والحسين) ولديها من علي بن أبي طالب (قُلْبين) بضم القاف وسكون اللام، السوار كما في "ديوان الأدب" (¬3)، ومنه حديث عائشة في قوله تعالى: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} (¬4) قالت: القُلْب والفتخة (¬5). وقيل: القُلْب سوار من عظم بلا نقش (من فضة، فقدم) من الغزو (فلم يدخل البيت، فظنت) فاطمة (أن (¬6) ما منعه أن يدخل) الظاهر أن لفظة (ما) موصولة بمعنى الذي، والتقدير أنها ظنت أن الذي منعه من الدخول عليها هو (ما رأى) على بابها (فهتكت) (¬7) هتكت الستر لظنها أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- تأذى منه.
(الستر) أي: قطعته (وفككت) وفي بعض النسخ: وفكت (القلبين عن) أيدي (الصبيين) وأصل الفك الفصل (¬8) بين الشيئين وتخليص بعضهما من بعض (وقطعته بينهما) تطييبًا لقلوبهما. فيه تأديب الولد الكبير بالإعراض عنه وترك الدخول عليه حتى يتوب ويرجع إلى اللَّه تعالى (فانطلقا إلى
¬__________
(¬1) ما بين المعقوفتين ساقط من (م).
(¬2) ساقطة من (ل، م).
(¬3) (ص 24).
(¬4) سورة النور: 31.
(¬5) رواه ابن أبي شيبة 3/ 540 (17002)، والبيهقي 7/ 86.
(¬6) في هامش (ح) وصلب (ل): نسخة: أنه.
(¬7) في هامش (ح) وصلب (ل، م): نسخة: وفكت.
(¬8) ساقطة من (ل، م).

الصفحة 584