كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 16)

(قال: وكان المعيقيب) ويقال: المعيقب بحذف الياء، قيل: هو مولى سعيد بن العاص، أسلم قديمًا بمكة، وهاجر منها إلى الحبشة هجرة الثانية، وكان به جذام فعالجه عمر بن الخطاب بالحنظل فبرأ، ولم يكن في أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مجذوم (¬1) غيره.
وكان (على خاتم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-) من حديد الذي كان يختم به على الكتب وغيرها، والظاهر أنه كان مستمرًا في أصبع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فإذا أراد أن يختم به على شيء دفعه إلى المعيقيب ليختم به، وقد كان أبو بكر استعمل معيقيبًا على بيت المال وكذا عمر بعده وعلي، وإنما كان الخاتم عند الخلفاء واحدًا فواحدًا بعده؛ لأنه صدقة على سائر المسلمين كسائر ما تركه.
[4225] (حدثنا مسدد، ثنا بشر بن المفضل، ثنا عاصم بن كليب، عن أبي بردة) بن أبي موسى الأشعري (عن علي -رضي اللَّه عنه- قال: قال لي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: قل: اللهم اهدني وسددني) أي: وفقني واجعلني مصيبًا في جميع أموري مستقيمًا، وأصل السداد الاستقامة والقصد في الأمور.
(واذكر) بسكون الذال المعجمة وضم الكاف، أي: تذكر بالدعاء (بالهداية) لفظ مسلم: "واذكر بالهدى" (¬2) (هدايتك) إلى (الطريق) المستقيم، والهدى هنا هو الرشاد (واذكر بالسداد تسديدك السهم) لفظ مسلم: "سداد السهم" (¬3)؛ لأن هادي الطريق لا يزيغ عنها ولا يميل
¬__________
(¬1) في جميع النسخ: مجذومًا. والمثبت هو الصواب.
(¬2) "صحيح مسلم" (2725).
(¬3) السابق.

الصفحة 611