كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 16)

وتخفيف نون الإناث (عليَّ إلا أن تَقْطَعن (¬1) جلاجلها) التي يصوتن، وروى المصنف وغيره أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "الجرس من مزامير الشيطان". ذكره المصنف في الجهاد (¬2)، ومسلم في اللباس (¬3)، والنسائي في الزينة (¬4).
قال أبو عمرو بن الصلاح: فإن وقع في شيء من ذلك من جهة غيره. يعني: ولم يستطع الخروج من البيت ولا المنع من دخوله البيت فليقل: اللهم إني أبرأ إليك مما فعله هؤلاء، فلا تحرمني ثمرة صحبة ملائكتك والمبيت معهم (¬5).
(وقالت: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: لا تدخل الملائكة) يعني: ملائكة الرحمة، وأما ملائكة الحفظة فلا يفارقون الآدمي بسبب شيء من ذلك (بيتًا) ولا مكانًا، ولا تصحب رفقة مسافرين (فيه جرس) يصوت، وظاهر العلة بالتصويت أن الجرس إذا شد بخرقة ونحوها مما يمنع تصويته أو قطع ما يتحرك في الأذن والجلاجيل (¬6) زالت الكراهة.
* * *
¬__________
(¬1) في حاشية (ح)، وصلب (ل)، (م): نسخة: تقطعوا.
(¬2) سبق برقم (2556) من حديث أبي هريرة.
(¬3) "صحيح مسلم" (2114) من حديث أبي هريرة أيضًا.
(¬4) "السنن الكبرى" له 5/ 251 (8812) من كتاب السير من حديث أبي هريرة أيضًا.
(¬5) ذكره عنه النووي في "المجموع" 4/ 272، إلا أنه قال: صحبة ملائكتك وبركتهم.
(¬6) في (ل)، (م): الجلاجل.

الصفحة 623