كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 16)

أولادهم وإن الرجال فضلوا بالجماعات وشهود الجنائز والجهاد. وإذا خرجوا للجهاد حفظنا عليهم أموالهم، أفنشاركهم في الأجر يا رسول اللَّه؟ فالتفت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بجهه إلى أصحابه وقال: "هل سمعتم مقالة امرأة أحسن سؤالًا عن دينها من هذِه؟ " فقالوا: بلى يا رسول اللَّه. فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "انصرفي يا أسماء وأعلمي من وراءك من النساء إن حسن تبعل (¬1) إحداكن لزوجها، وطلبها لمرضاته، واتباعها لموافقته يعدل كل ما (¬2) ذكرت للرجال"، فانصرفت أسماء وهي تهلل وتكبر استبشارًا (¬3). وقتلت يوم اليرموك تسعة بخشبة.
(حدثته أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: أيما امرأة تقلدت قلادة) لفظ النسائي: "أيما امرأة تحلت بقلادة" (¬4) (من ذهب) جعلت (قلدت فى عنقها مثله (¬5) من النار) وللنسائي: "مثلها في النار يوم القيامة" (¬6).
(وأيما امرأة جعلت في أذنها خرصًا) بضم الخاء وكسرها، وهو الحلقة الصغيرة من الحلي، وهو من حلي الأذن، ومنه الحديث: أنه وعظ النساء وحثهن على الصدقة، فجعلت المرأة تلقي الخرص والخاتم (¬7).
¬__________
(¬1) ساقطة من (م).
(¬2) في (ل): كلمة، وهو خطأ.
(¬3) انظر: "الاستيعاب" 4/ 350، "سير أعلام النبلاء" 2/ 296.
(¬4) "المجتبى" 8/ 157.
(¬5) بعدها في (ل)، (م): مثلها. وفوقها: ش، وهي مطموسة في (ح).
(¬6) "المجتبى" 8/ 157 - 158 بلفظ: "مثله خرصًا من النار يوم القيامة".
(¬7) رواه بهذا اللفظ مسلم (884) (2) من حديث ابن عباس.

الصفحة 635