كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 16)

الشَّرِّ فَأَحْدَقَهُ القَوْمُ بِأَبْصارِهِمْ، فَقالَ: إِنّي قَدْ أَرى الذي تُنْكِرُونَ إِنّي قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ هذا الخَيْرَ الذي أَعْطانا اللَّه أَيَكُونُ بَعْدَهُ شَرٌّ كَما كانَ قَبْلَهُ؟ قالَ: "نَعَمْ". قُلْتُ فَما العِصْمَةُ مِنْ ذَلِكَ قالَ: "السَّيْفُ". فلْت: يا رَسُولَ اللَّهِ ثُمَّ ماذا يَكُونُ قالَ: "إِنْ كانَ للَّه خَلِيفَةٌ في الأَرْضِ فَضَرَبَ ظَهْرَكَ وَأَخَذَ مالَكَ فَأَطِعْهُ وَإِلَّا فَمُتْ وَأَنْتَ عاضٌّ بِجِذْلِ شَجَرَةٍ". قُلْتُ: ثُمَّ ماذا؟ قالَ: "ثُمَّ يَخْرُجُ الدَّجّالُ مَعَهُ نَهْرٌ وَنارٌ، فَمَنْ وَقَعَ في نارِهِ وَجَبَ أَجْرُهُ وَحُطَّ وِزْرُهُ، وَمَنْ وَقَعَ في نَهْرِهِ وَجَبَ وِزْرُهُ وَحُطَّ أَجْرُهُ". قالَ: قُلْت: ثُمَّ ماذا؟ قالَ: "ثُمَّ هي قِيامُ السّاعَةِ" (¬1).
4245 - حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْن يَحْيَى بْنِ فارِسٍ، حَدَّثَنا عَبْدُ الرَّزّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتادَةَ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عاصِمٍ، عَنْ خالِدِ بْنِ خالِدٍ اليَشْكُري بهذا الحَدِيثِ، قالَ: قُلْتُ: بَعْدَ السَّيْفِ؟ قالَ: "بَقِيَّةٌ عَلَى أَقْذاءٍ وَهُدْنَةٌ عَلَى دَخَنٍ". ثُمَّ ساقَ الحَدِيثَ قالَ: كانَ قَتادَةُ يَضَعُهُ عَلَى الرِّدَّةِ التي في زَمَنِ أَبِي بَكْرٍ: "عَلَى أَقْذاءٍ". يَقُولُ قَذى. وَهُدْنَةٌ". يَقُولُ صُلْحٌ: "عَلَى دَخَنٍ". عَلَى ضَغائِنَ (¬2).
4246 - حَدَّثَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ القَعْنَبي، حَدَّثَنا سُلَيْمانُ -يَعْني: ابن المُغِيرَةِ- عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عاصِمٍ اللَّيْثي قالَ: أَتَيْنا اليَشْكُري في رَهْطٍ مِنْ بَني لَيْثٍ فَقالَ مَنِ القَوْمُ فَقُلْنا بَنُو لَيْثٍ أَتَيْناكَ نَسْأَلُكَ، عَنْ حَدِيثِ حُذَيْفَةَ فَذَكَرَ الحَدِيثَ قالَ: قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ بَعْدَ هذا الخَيْرِ شَرٌّ قالَ: "فِتْنَةٌ وَشَرٌّ". قالَ: قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ؟ هَلْ بَعْدَ هذا الشَّرِّ خَيْرٌ؟ قالَ: "يا حُذَيْفَةُ تَعَلَّمْ كِتابَ اللَّهِ واتَّبعْ ما فِيهِ". ثَلاثَ مِرارٍ.
قالَ: قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ بَعْدَ هذا الشَّرِّ خَيْرٌ؟ قالَ: "هُدْنَةٌ عَلَى دَخَنٍ
¬__________
(¬1) رواه أحمد 5/ 403. ورواه بنحوه البخاري (3606)، ومسلم (1847).
وروى قصة الدجال البخاري (3450)، ومسلم (2934).
(¬2) رواه معمر في "جامعه" 11/ 341 - 343 (20711)، وأحمد 5/ 403 مطولا. وانظر السابق وتالييه.

الصفحة 643