كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 16)

وأحمال، وهو في الأصل: الكساء الذي على ظهر البعير تحت القتب، وأضيفت الفتنة إلى الأحلاس؛ لدوامها وطول لبثها وملازمتها، وكل من لازم شيئًا سمي حليسه، ومنه حديث أبي بكر: "كن حلس بيتك حتى تأتيك يد خاطئة أو منية قاضية" (¬1). ويقال للرجل إذا كان يلازم بيته لا يبرح (¬2) منه: هو حلس بيته. قال الخطابي: ويحتمل أن تسمى هذِه الفتنة بالأحلاس؛ لسوادها وظلمتها، والحرب ذهاب الأهل والمال (¬3).
(فقال قائل: يا رسول اللَّه وما فتنة الأحلاس؟ قال: هي هرب وحرب) بفتح الحاء المهملة والراء، وهو نهب مال الإنسان وذهاب ماله، قال في "النهاية": الحرب بالتحريك: نهب مال الإنسان وتركه لا شيء له (¬4). ومنه حديث عيينة بن حصن: حتى أدخل على نسائه من الحرب والحزن ما أدخل على نسائي (¬5).
ومنه حديث الزبرقان: آخره: حرب (¬6).
وروي بالسكون. أي: النزاع، ومن هذا المعنى أخذ لفظ: الحرب؛
¬__________
(¬1) رواه الطبراني في "الكبير" 6/ 32 (5424)، وفي "الأوسط" 3/ 30 (2375)، والحاكم في "المستدرك" 13/ 117 - 118 بنحوه من حديث سعد بن زيد الأشهلي مرفوعًا. ونسبه هكذا لأبي بكر الزمخشري في "الفائق في غريب الحديث" 1/ 305، وابن الأثير في "النهاية في غريب الحديث" 1/ 423 وغيرهما.
(¬2) في (ح): يخرج.
(¬3) "معالم السنن" 4/ 310.
(¬4) "النهاية في غريب الحديث والأثر" 1/ 358.
(¬5) يأتي برقم (4503).
(¬6) رواه مالك في "الموطأ" 2/ 770، والبيهقي في "السنن الكبرى" 6/ 49، وفي "السنن الصغرى" 2/ 294 من قول عمر بن الخطاب. وانظر: "الإرواء" (1436).

الصفحة 650