كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 16)

لأن فيه ذهاب النفوس والأموال.
(ثم فتنة السراء) السراء بفتح السين المهملة والراء المشددة مع المد، قال ابن الأثير والزمخشري في "الفائق": هي البطحاء (¬1). سميت بذلك، لأنها تسر العدو. وقال بعضهم: هي التي تدخل الباطن وتزلزله. قال: ولا أدري ما وجهه. وقال غيره: هو داء يأخذ الناقة في سرتها، يقال: ناقة سراء. أي: بها داء السرر. ومعناه: هي الفتنة التي يصل ضررها إلى صدور الناس لما يلحقهم من الحزن.
(دخنها) بفتح الدال والخاء المعجمة ثم نون (من تحت قدمي) بفتح الميم وسكون ياء التثنية (رجل من أهل بيتي) قال في "النهاية": يعني بالدخن ظهورها وإثارتها من الأرض التي تحت أقدامهم، لا من السماء، مبدؤها من تحت قدمي رجل من أهل بيته، فشبهها بالدخان المرتفع (¬2). والدخن بالتحريك مصدر: دخنت النار بكسر الخاء تدخن دخنًا إذا ألقي عليها حطب رطب فكثر دخانها. وقيل: أصل الدخن أن يكون في لون الدابة كدورة إلى سواد، ومنه الحديث: "هدنة على دخن" (¬3) أي: على فساد واختلاف، تشبهًا بدخان الحطب الرطب؛ لما في ذلك من الفساد الباطن.
¬__________
(¬1) "الفائق في غريب الحديث" 1/ 305، "النهاية في غريب الحديث والأثر" 2/ 361.
(¬2) "النهاية في غريب الحديث" 2/ 109.
(¬3) يأتي قريبًا (4245، 4246) من حديث حذيفة.
ورواه أحمد 5/ 386، 403، والنسائي في "الكبرى" 5/ 17 - 18. وصححه ابن حبان 13/ 298 - 299 (5963)، والحاكم 4/ 431 - 432، والألباني في "الصحيحة" (1791، 2739).

الصفحة 651