كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 16)

بالوعل؛ لتوعله في رؤوس الجبال.
(فإذا رجل جالس تعرف) (¬1) بالمثناة فوق (إذا رأيته أنه من رجال أهل الحجاز) في هيئاتهم التي يظهر منها أثر الجهد وشدة المعيشة (قال: قلت: ) لبعض الحاضرين (من هذا؟ ) الرجل (فتجهمني القوم) أي: استقبلوني بالغلظة والوجه الكريه، ومنه حديث الدعاء: "إلى من تكلني، إلى عدوٍّ يتجهمني؟ " (¬2) وفي رواية لغير المصنف: فقالوا لي: أبصريٌّ أنت؟ ولو كنت كوفيًّا لمَ تسأل عن هذا (¬3)؟ يعني: هيئته الظاهرة تغني عن السؤال عنه عند ذي النظر الصحيح.
(وقالوا: أما تعرف من هذا؟ ) استفهام إنكار (هذا حذيفة بن اليمان) اسم أبيه حسيل. وقيل: حسل بن جابر بن عمرو العبسي، وقيل: اليمان لقب جدهم جروة بن الحارث. قال الكلبي: لأنه أصاب دمًا في قومه فهرب إلى المدينة، وحالف عبد الأشهل فسماه قومه: اليمان (صاحب) سر (رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-) زاد في "شرح السنة": فقعدت في حدث القوم (¬4).
(فقال حذيفة -رضي اللَّه عنه-: إن الناس كانوا يسألون رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عن) أفعال
¬__________
(¬1) ساقطة من (م).
(¬2) رواه الطبراني 13/ 73 (181)، 14/ 139 (14764)، والضياء في "المختارة" 9/ 179 - 180 (162) من حديث عبد اللَّه بن جعفر. وضعفه الألباني في "الضعيفة" (2933).
(¬3) رواه أحمد 5/ 386، والنسائي في "الكبرى" 5/ 17، وابن حبان في "صحيحه" 13/ 298 (5963).
(¬4) "شرح السنة" 15/ 9 وفيه: فقعدت، وحدَّث القوم.

الصفحة 657