كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 16)

سكنته بكلام (يقول: دخن) أي (على ضغائن) وحقد باقية في قلوبهم.
[4246] (ثنا عبد اللَّه بن مسلمة) القعنبي (ثنا سليمان (¬1) بن المغيرة) البصري الجليل (عن حميد) بن هلال العبدي البصري.
(عن نصر بن عاصم الليثي قال: أتينا) سبيعًا -خالد بن خالد- (اليشكري -رضي اللَّه عنه- في رهط من بني ليث) بن كنانة، أو ليث بن بكر بن عبد مناة (فقال: من القوم؟ فقلنا: أتيناك نسألك عن حديث حذيفة) بن اليمان في الفتنة، فذكر الحديث كما تقدم ثم (قال: قلت: يا رسول هل بعد هذا الخير) من (شر؟ قال) نعم (فتنة وشر) يجتمعان.
(قلت: يا رسول اللَّه هل بعد هذا الشر) من (خير؟ ) يعقبه (قال: تعلم كتاب اللَّه) تعالى، أي: تعلم ألفاظه وأحكامه واتبع ما فيه، هو موافق لقوله تعالى: {اتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} (¬2)، {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ} (¬3) والمعنى: اجعله إماما لك تقتدي به وتهتدي به، قال الحسن: يا ابن آدم أمرت باتباع كتاب اللَّه، واللَّه ما أنزلت آية إلا ويجب أن تعلم فيما أنزلت وما معناها.
وفيه دليل على تعلم كتاب اللَّه تعالى عند فساد الزمان والتمسك بما فيه وتفهم معانيه للعمل به، ومن لم يعلم فليسأل أهل العلم عما لم يفهمه (ثلاث مرات) فيه إعادة الكلمة ثلاث مرات على المتعلم ليحفظها.
(قال: قلت: يا رسول اللَّه بعد هذا الشر خير؟ قال: هدنة) أي: صلح
¬__________
(¬1) فوقها في (ل): (ع).
(¬2) الأنعام: 106.
(¬3) الزمر: 18.

الصفحة 663