كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 16)

على بقايا من الضغن (على دخن) لأن الهدنة: الصلح، والدخان أثر من النار، يدل على بقايا من الضغن فيها (وجماعة) يصطلحون (على أقذاء) جمع قذى، كما تقدم (فيها، أو) قال (فيهم) شك من الراوي، صلح ضغن (قلت: يا رسول اللَّه الهدنة على الدخن ما هي؟ قال: لا ترجع قلوب أقوام على) أي إلى الهدى والخير (الذي كانت عليه) قبل ذلك؛ لعدم وجود من يهتدى به من المرشدين الذين مضوا من السلف الصالح (قال: قلت: يا رسول اللَّه، هل بعد الخير) من (شر؟ قال) نعم، تقع بعد ذلك (فتنة عمياء صماء) بالمد فيهما تأنيث الأعمى والأصم، وقيل: هي التي لا يبصر فيها الحق ولا يسمع، وقيل: من الحية العمياء الصماء التي لا تقبل الدعاء (¬1) (عليها (¬2) دعاة على أبواب النار) زاد مسلم ولفظه: "دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها" (¬3). قال العلماء: هؤلاء من كان من الأمراء يدعو إلى بدعة أو ضلال آخر، كالخوارج والقرامطة وأصحاب المحنة.
(فإن مت يا حذيفة وأنت عاض على جذل) شجرة تمتصها فهو (خير لك من أن تتبع) بالتشديد والتخفيف لغتان، والجذل بفتح الجيم وكسرها: أصل الشجرة إذا قطعت أغصانها، ففيه العزلة والصبر على نغص الزمان وتحمل مشاقه [(أحدًا منهم)] (¬4) فيفتنك في دينك، فنسأل
¬__________
(¬1) في "النهاية" لابن الأثير 3/ 54: الرقى.
(¬2) ساقطة من النسخ.
(¬3) مسلم (1847) وهو أيضًا عند البخاري (7084).
(¬4) ساقطة من النسخ.

الصفحة 664