كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 16)

(قلت) أ (أنت) لفظ مسلم: فقلت: أنشدك اللَّه أأنت (¬1) (سمعت هذا من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-؛ قال: سمعته أذناي ووعاه قلبي) استحلاف عبد الرحمن له زيادة في الاستيثاق لا أنه كذبه ولا اتهمه.
(قلت) له (ابن عمك معاوية) ووجهه أن عبد اللَّه بن عمرو قرشي سهمي، ومعاوية بن أبي سفيان قرشي أموي، فلهذا قال (ابن عمك) (يأمرنا أن نفعل ونفعل) أوضحه في رواية مسلم، ولفظه: يأمرنا أن نأكل أموالنا بيننا بالباطل ونقتل أنفسنا، واللَّه يقول: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29)} (¬2) فسكت ساعة ثم (¬3) (قال: أطعه في طاعة اللَّه واعصه في معصية اللَّه) هذا كقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فإن أمر بمعصية اللَّه فلا سمع ولا طاعة" (¬4) وهذا فيه دليل على طاعة المتولين بالقهر من غير إجماع ولا عهد، والأحاديث الصحيحة فيها حجة على منع الخروج على أمراء الجور ولزوم طاعتهم كما سيأتي.
[4249] (ثنا محمد بن يحيى) بن عبد اللَّه (بن فارس) الذهلي (ثنا عبيد (¬5) اللَّه) بالتصغير (ابن موسى) العنسي أحد الأعلام (عن شيبان، عن الأعمش، عن أبي صالح) السمان.
¬__________
(¬1) مسلم (1844).
(¬2) النساء: 29.
(¬3) مسلم (1844).
(¬4) رواه البخاري (2955، 7144)، ومسلم (1839) من حديث ابن عمر.
(¬5) فوقها في (ل): (ع).

الصفحة 668