كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 16)

الأعظم" (¬1) مع الحق وأهله، وقد استدل به الغزالي وغيره من الأصوليين على كون الإجماع حجة.
[4254] (ثنا محمد بن سليمان الأنباري) بتقديم النون على الموحدة، وثقه الخطيب (¬2) (ثنا عبد (¬3) الرحمن) بن مهدي البصري (عن سفيان) الثوري (عن منصور) بن المعتمر (عن ربعي بن حراش) بكسر الحاء المهملة (عن البراء (¬4) بن ناجية) الكاهلي، ثقة (عن عبد اللَّه ابن مسعود -رضي اللَّه عنه-، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: تدور) قال الحربي: ويروى: تزول.
قال القرطبي: كأن (يزول) أقرب؛ لأن (رحى الإسلام) تزول عن ثبوتها واستقرارها، ودوران الرحى كناية عن الحرب والقتال، شبهها بالرحى الدوارة التي تطحن الحب؛ لما يكون فيها من قبض الأرواح وهلاك الأنفس و (تدور) تكون بما يحبون ويكرهون، قال في "الفائق": دارت رحى الحرب إذا قامت على ساقها (¬5).
(لخمس وثلاثين) من الهجرة، وفي هذِه السنة قام أهل مصر وحصروا عثمان -رضي اللَّه عنه- (أو ست وثلاثين) وفيها خرج سبعة أشهر.
قال الخطابي: يريد -واللَّه أعلم- أن هذِه المدة إذا انقضت حدث في الإسلام أمر عظيم يخاف على أهله بذاك الهلاك، يقال للأمر إذا تغير واستحال: دارت رحاه. وهذا إشارة إلى انقضاء مدة الخلافة.
(فإن يهلكوا) بكسر اللام، أي: إن هلك المسلمون في المحاربة في
¬__________
(¬1) "سنن ابن ماجه" (3950).
(¬2) "تاريخ بغداد" 5/ 292.
(¬3) فوقها في (ل): (ع).
(¬4) فوقها في (ل): (د).
(¬5) "الفائق في غريب الحديث" 2/ 49.

الصفحة 677