كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 16)

بإسناد صحيح على ما ذكره ابن ماجه (¬1)، وهو يبين أن المقصود برفع العلم العمل به.
وروى الطبراني: "تعلموا الفرائض" وعلموه الناس فإنه أول شيء ينزع من أمتي" (¬2) ولا يعارض هذا ما تقدم؛ فإن الخشوع من علم القلوب، والفرائض من علم الظاهر، فافترقا (وتظهر الفتن) وفي البخاري: "لا تقوم الساعة حتى يقتتل فئتان عظيمتان دعواهما واحدة" (¬3) يريد فتنة معاوية وعلي رضي اللَّه عنهما بصفين، قال أبو بكر ابن العربي: وهذا أول خطب طرق الإسلام.
(ويلقى الشح) والبخل في قلوب الناس عن إخراج ما وجب عليهم من الحقوق، فإن قيل: الحرص والبخل ثابت في القلوب في جميع الأوقات؟ قلت: المراد غلبته وكثرته بحيث يراه جميع الناس، ومعنى (يلقى) يتلقى ويتعلم ويتراضى به، كقوله تعالى: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ} (¬4) (ويكثر الهرج) والهرج بلسان الحبشة القتل.
(قيل: يا رسول اللَّه، أيه) هي (أي) الاستفهامية، اتصلت بها هاء السكت، ويحتمل أن يكون الأصل (أيها) ثم حذفت الألف كما حذفت الألف في: (أيما) في رواية البخاري، فإن روايته: قالوا: يا
¬__________
(¬1) "سنن ابن ماجه" (4048).
(¬2) "المعجم الأوسط" 5/ 272 (5293) من حديث أبي هريرة. ورواه أيضًا ابن ماجه (2719)، والحاكم 4/ 332. وضعفه الألباني في "الإرواء" (1665).
(¬3) البخاري (3658، 6935) من حديث أبي هريرة. وهو أيضًا عند مسلم (157).
(¬4) البقرة: 37.

الصفحة 680