كتاب النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة (اسم الجزء: 16)

يشبك السودونى المشدّ، فدام على ذلك إلى أن مات، وتأسّف الناس عليه لحسن سيرته بالنسبة إلى أخيه محمد؛ وإلى الشهابى أحمد بن نوروز، شادّ الأغنام، فإنهما كانا أسوأ حواشى الملك الظاهر جقمق سيرة، بخلاف الشّهابى أحمد فإنه لم يكن له كلمة في الدولة إلا بخير- رحمه الله تعالى.
وتوفّى السيّد الشريف إبراهيم بن حسن بن عجلان الحسنى، المقبوض عليه مع أخيه على بن حسن قبل تاريخه بمكة، وحمل إلى القاهرة، وحبس بالبرج من القلعة مدّة طويلة، ثم أخرج مع أخيه إلى ثغر دمياط، فدام به بعد موت أخيه علىّ إلى أن مات فى هذا التاريخ.
وتوفّى الأمير سيف الدين تمراز بن عبد الله من بكتمر المؤيدى، المصارع شادّ بندر جدّة قتيلا بالحديدة من بلاد اليمن، فى خامس عشرين «1» شهر رمضان، بعد أن فرّ من جدّة بمال السلطان عاصيا عليه، فلم يحصل له ما قصد، وقد أوضحنا أمره وما وقع له من يوم خروجه من جدة إلى يوم موته في أصل هذه الترجمة، سياقا في أواخر ترجمة الملك الظاهر هذا.
وتوفّى قاضى القضاة شيخ الإسلام بدر الدين أبو الثناء، وقيل أبو محمد بدر الدين محمود ابن القاضى شهاب الدين أحمد بن موسى بن أحمد بن حسين بن يوسف بن محمود العينتابى «2» الحنفى، قاضى قضاة الديار المصرية، وعالمها ومؤرخها، فى ليلة الثلاثاء رابع ذى الحجة، ودفن من الغد بمدرسته التي أنشأها تجاه داره بالقرب من جامع الأزهر، ومولده بعينتاب في سنة اثنتين وستين وسبعمائة، ونشأ بها، وتفقّه بوالده بعد حفظه القرآن الكريم، وكان أبوه قاضى عينتاب، وتوفّى بها في شهر رجب سنة أربع وثمانين

الصفحة 8