كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 16)

{وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا (٢)}

٥٤٣٣٣ - عن علي [بن أبي طالب]-من طريق سعيد بن جبير- قال: {وخلق كل شيء فقدره تقديرا}، قال: كل شيء بقَدَرٍ، حتى هذه. ووضع طرف إصبعه السبابة على طرف لسانه، ثم وضعها على ظِفْر إبهامه اليسرى (¬١). (ز)
٥٤٣٣٤ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: {وخلق كل شيء فقدره تقديرا}، قال: بيَّن لكل شيءٍ مِن خلقه صلاحَه، وجعل ذلك بقَدَر معلوم (¬٢). (ز)

٥٤٣٣٥ - قال مقاتل بن سليمان: {وخلق كل شيء فقدره تقديرا} كما ينبغي أن يخلقه (¬٣). (ز)


{وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ}
٥٤٣٣٦ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: {واتخذوا من دونه آلهة} قال: هي هذه الأوثان التي تُعبَد مِن دون الله، {لا يخلقون شيئًا وهم يخلقون} وهو الله الخالق الرازق، وهذه الأوثان تُخلَق ولا تَخلق شيئًا، ولا تضرُّ ولا تنفع، ولا تملِك موتًا ولا حياة (¬٤). (١١/ ١٣٥)

٥٤٣٣٧ - قال إسماعيل السُّدِّيّ: {وهم يخلقون}، يعني: وهم يُصَوَّرون (¬٥). (ز)

٥٤٣٣٨ - قال مقاتل بن سليمان: {واتخذوا} يعني: كفار مكة {من دونه آلهة} يعني: اللات والعزى يعبدونهم، {لا يخلقون شيئًا} ذبابًا ولا غيره، {وهم يخلقون} يعني: الآلهة لا تَخلق شيئًا وهي تُخلق، ينحتونها بأيديهم ثم يعبدونها، نظيرها في مريم، وفي يس، وفي الأحقاف (¬٦) [٤٧٠٤]. (ز)
---------------
[٤٧٠٤] علَّق ابنُ عطية (٦/ ٤١٧) على قول مقاتل بقوله: «وهذا التأويل أشدُّ إبداءً لخساسة الأصنام ... ».
_________
(¬١) أخرجه يحيى بن سلام ١/ ٤٦٨.
(¬٢) أخرجه ابن أبي حاتم ٨/ ٢٦٦٢. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
(¬٣) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٢٢٥.
(¬٤) أخرجه ابن أبي حاتم ٨/ ٢٦٦٢. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
(¬٥) علَّقه يحيى بن سلام ١/ ٤٦٩.
(¬٦) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٢٢٥. يشير إلى قوله تعالى: {واتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا (٨١) كَلّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبادَتِهِمْ ويَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا} [مريم: ٨١ - ٨٢]، وقوله تعالى: {واتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ (٧٤) لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ} [يس: ٧٤ - ٧٥]، وقوله تعالى: {قُلْ أرَأَيْتُمْ ما تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أرُونِي ماذا خَلَقُوا مِنَ الأَرْضِ أمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّماواتِ ائْتُونِي بِكِتابٍ مِن قَبْلِ هَذا أوْ أثارَةٍ مِن عِلْمٍ إنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٤) ومَن أضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إلى يَوْمِ القِيامَةِ وهُمْ عَنْ دُعائِهِمْ غافِلُونَ} [الأحقاف: ٤ - ٥].

الصفحة 11