كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 16)

{وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا (٤٧)}

٥٤٩٧٧ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: {وجعل النهار نشورا}. قال: يُنْشَرُ فيه (¬١). (١١/ ١٨٧)
٥٤٩٧٨ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- {وجعل النهار نشورا}. قال: لمعايشهم وحوائجهم وتصرفهم (¬٢). (١١/ ١٨٧)

٥٤٩٧٩ - قال إسماعيل السُّدِّيّ: {نشورا} يتفرقون فيه؛ يبتغون الرزق (¬٣). (ز)

٥٤٩٨٠ - قال مقاتل بن سليمان: {وجعل النهار نشورا} ينتشرون فيه؛ لابتغاء الرزق (¬٤) [٤٧٣٥]. (ز)


{وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ}
قراءات:
٥٤٩٨١ - عن الأعمش: في قراءة عبد الله بن مسعود: (وهُوَ الَّذِي أرْسَلَ الرِّياحَ
---------------
[٤٧٣٥] على هذه الأقوال فالنشور هو الانتشار والتفرق لطلب المعايش وابتغاء فضل الله. ورجَّح ابن جرير (١٧/ ٤٦٦ - ٤٦٧) - مستندًا إلى السياق واللغة- أنه نشر الرُّوح باليقظة كما تنشر بالبعث، فقال: «لأنه عقيب قوله {والنوم سباتا} في الليل. فإذا كان ذلك كذلك فوصف النهار بأن فيه اليقظة والنشور من النوم أشبه إذ كان النوم أخا الموت. والذي قاله مجاهد غير بعيد من الصواب؛ لأن الله أخبر أنه جعل النهار معاشًا، وفيه الانتشار للمعاش، ولكن النشور مصدر من قول القائل: نشر، فهو بالنشر من الموت والنوم أشبه، كما صحت الرواية عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقول إذا أصبح وقام من نومه:» الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا، وإليه النشور «». وذكر ابن عطية (٦/ ٤٤٣) أن «النشور» يحتمل أن يكون بمعنى الإحياء، ويحتمل الانتشار والتفرق لطلب المعايش.
_________
(¬١) أخرجه ابن جرير ١٧/ ٤٦٦، وابن أبي حاتم ٨/ ٢٧٠٤. وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر. وعلقه يحيى بن سلام ١/ ٤٨٤ بلفظ: ينتشر فيه الخلق لمعائشهم.
(¬٢) أخرجه ابن أبي حاتم ٨/ ٢٧٠٤. وعلقه يحيى بن سلام ١/ ٤٨٤. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(¬٣) علَّقه يحيى بن سلام ١/ ٤٨٤.
(¬٤) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٢٣٦.

الصفحة 119