كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 16)

الرضاعة وأمهات نسائكم وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم وحلائل أبنائكم} [النساء: ٢٣]، فهذا مِن الصهر، ثم قال تعالى: {وكان ربك قديرا} على ما أراده (¬١) [٤٧٤١]. (ز)

٥٥٠٨١ - قال يحيى بن سلّام: {فجعله نسبا وصهرا} حرَّم الله مِن النسب سبع نسوة، وحرم مِن الصِّهر سبع نسوة، قال: {حرمت عليكم أمهاتكم} فلا يتزوج الرجل أمَّه، ولا أمَّ امرأته، ولا يجمع بينهما، ولا يتزوجها بعدها، ولا ابنته، ولا ابنة امرأته، إلا ألا يكون دَخَل بأُمِّها فإنه يتزوجها بعدها، ولا يجمع بينهما. قال: {وأخواتكم} فلا يتزوج أخته، ولا أخت امرأته، ولا يجمع بين الأختين. قال: {وعماتكم} فلا يتزوج عمَّته، ولا عمة امرأته، ولا يجمع بين امرأته وعمتها. قال: {وخالاتكم} فلا يتزوج خالته، ولا خالة امرأته، ولا يجمع بين امرأته وخالتها. قال: {وبنات الأخ} فلا يتزوج ابنة أخيه، ولا ابنة أخي امرأته، لا يجمع بين امرأته ولا ابنة أخيها. قال: {وبنات الأخت} [النساء: ٢٣] فلا يتزوج ابنة أخته، ولا ابنة أخت امرأته، لا يجمع بين امرأته وبين ابنة أختها. فهذه أربع عشرة نسوة حرَّمَهُنَّ الله؛ سبع من النسب، وسبع مِن الصهر، {وكان ربك قديرا} قادرًا على كل شيء (¬٢) [٤٧٤٢]. (ز)

آثار متعلقة بالآية:
٥٥٠٨٢ - عن أنس بن مالك، قال: سُئِل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن العزل. فقال: «لو أنّ الماء الذي يكون مِنه الولد صُبَّ على صخرة لأخرج الله منها ما قُدِّر، ليخلق اللهُ نفسًا هو خالقها» (¬٣). (ز)
---------------
[٤٧٤١] ذكر ابنُ جرير (١٧/ ٤٧٦) نحو قول مقاتل عن الضحاك، ولم يذكر غيره.
[٤٧٤٢] قال ابنُ عطية (٦/ ٤٤٧): «والنسب والصهر معنيان يعُمّان كلَّ قُربى تكون بين كل آدميين، فالنسب: هو أن يجتمع إنسان مع آخر في أب أو في أم قرُب ذلك أو بعُد ذلك. والصهر: هو تواشج المناكحة، فقرابة الزوجة هم الأَخْتان، وقرابة الزوج هم الأحْماء، والأصهار يقع عامًّا لذلك كله».
_________
(¬١) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٢٣٧.
(¬٢) تفسير يحيى بن سلام ١/ ٤٨٧.
(¬٣) أخرجه أحمد ١٩/ ٤١٢ (١٢٤٢٠)، وابن أبي حاتم ٨/ ٢٧١٠ (١٥٢٧٣).
قال الهيثمي في المجمع ٤/ ٢٩٦ (٧٥٧٣): «رواه أحمد، والبزار، وإسنادهما حسن». وقال الألباني في الصحيحة ٣/ ٣٢١ - ٣٢٢ (١٣٣٣): «وهذا سند حسن، أو محتمل للحسن».

الصفحة 135